ما وراء الخبر

اتهام النشطاء خارج البحرين بإدارة حسابات وهمية.. سياسة الهروب للأمام

البحرين اليوم-متابعات

ليس من المستغرب اتهام النشطاء بإدارة حساب “نائب تائب” ومن ثم التشهير بهم على هذا الأساس، ذلك فحوى تعليق الناشط الحقوقي البارز سيد يوسف المحافظة، والذي اتهمته السلطات الخليفية مع الناشط حسن عبد النبي بإدارة الحسابات الوهمية “لإثارة الفتن”.

هذه المرة جاء “اكتشاف” أجهزة الأمن الخليفي بحسب زعمها متأخر جدا، فقد اعتاد البحرانيون على السرعة الخيالية لتلك الأجهزة في إعلانها عن اكتشاف الخلايا النائمة واليقظة، والقبض على الجناة فور وقوع أي حادث، وإحباط المؤامرات المحاكة ضد أمن الوطن، وغيرها من خزعبلات عودتنا عليها طوال سنوات الثورة الثمانية.

الإختلاف هذه المرة ليس فقط في تأخر هذا الإعلان المشوه، وإنما كون قضية “نائب تائب” هي شأن خليفي خليفي، بمعنى أن ذلك الحساب كان يشير ويصرح ويخوض في خلافات العائلة الحاكمة بدرجة رئيسية، وهي مسألة يفترض أن تكون من أخطر الحوادث التي تعصف ببيت الحكم. هذا لو سلمنا أن من يدير الحساب ليس من أفراد العائلة.

اتهام أجهزة الأمن الخليفي للناشطين السيد يوسف المحافظة وحسن عبد النبي مع آخرين في الحقيقة هو من أغبى الخطوات الإعلامية. ذلك الإعلان يعطي صورة ضعف وهزالة البيت الخليفي الذي تمكن ناشطان بحرانيان من اختراقه لما يزيد على العام، وتمكن الحساب “الوهمي” من إحداث الصراعات البينية بين أفراد ومؤسسات العائلة الحاكمة. ولم تتوقف المسألة هنا، فقد سبق وأن قامت السلطات باعتقال عدد من وجوه الموالاة، وتعريضهم للتعذيب بعد اتهامهم بإدارة الحساب.

بدرجة كبيرة لمن تتبع حساب “نائب تائب” سيكتشف أنه أشار في أكثر من مرة إلى معلومات وخطوات ستحدث، ما يعني أن الحساب في حال كان وهميا فإنه لم يخترق بيت الحكم الخليفي فحسب، بل طال اختراقه دوائر الأمن وعدد من المؤسسات ذات العلاقة. ومن جديد يظهر أن النظام وأجهزته، ومخابراته المدعومة غربيا لعب عليها ناشطان مدة طويلة، وأنهكاها وما يزالان، وهو أمر يسخر منه وبسببه المتابعون.

يرى البعض أن إعلان الداخلية باتهام النشطاء البحرانيين بإدارة حساب “نائب تائب” والعمل على تمزيق المجتمع وغيرها من تهم، كل ذلك كان بمثابة تأكيد بأن “نائب تائب” شخصية حقيقية داخل البيت الخليفي. وأن ذلك الإعلان يؤكد على وجود مسألة خلاف توسعت دائرته في الآونة الأخيرة، خاصة بعد اتصال خليفة بن سلمان بأمير قطر. وما اتهام السلطات الخليفية للنشطاء البحرانيين بإدارة الحساب، إلا محاولة لصرف الأذهان عن أجواء الخلاف البينية داخل بيت الحكم، ومحاولة للهروب إلى الأمام بحبك القضية على نشطاء بحرانيين في سبيل تضييعها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى