اوروبا

تغطية خاصة: برعاية من منظمات دولية وبمشاركة معارضين بارزين.. ندوة في قصر الأمم المتحدة تناقش الاستهداف الممنهج للهوية في البحرين

البحرين اليوم-جنيف

عُقدت في قصر الأمم المتحدة بجنيف اليوم (الثلاثاء 2 يوليو) ندوة ناقشت “ استهداف الهوية السياسية والدينية والثقافية والتاريخية الممنهجة في البحرين”.

وشارك في الندوة التي رعتها منظمات حقوقية ونقابات دولية بارزة (شارك) قيادات سياسية كأمين عام حركة أحرار البحرين الدكتور سعيد الشهابي، والنائب السابق الدكتور جلال فيروز، إلى جانب الكاتب البحراني عباس المرشد، وممثلين عن منظمات حقوقية. ولاقت الندوة اهتماما ملحوظا من المراقبين حيث تنوع حضور الندوة بين دبوماسيين، وإعلاميين ونشطاء من دول وتخصصات مختلفة.

آل خليفة: تاريخ حافل بنقض العهود:

وتحدث أمين عام حركة أحرار البحرين في البداية عن تاريخ النضال ضد النظام الخليفي الحاكم في البحرين لافتا إلى أن امتداد المعارضة منذ أمد بعيد في العالم العربي. وأوضح بأن المعارضة ومنذ العام 1922 وهي جزء من حركة التحرير في المنطقة.

وقال الشهابي وهي يستعرض المحطات التاريخية المهمة على مدى أكثر من 80 عام من الصراع بأن “ المعارضة البحرانية قدمت الكثيير وهي على استعداد لتقديم المزيد”. وتوقف الشهابي في كلمته عند تجربة الإنقلاب الأول على الدستور في العام 1975، موضحا أن تجميد الدستور وتعطيل المجلس آنذاك تم في خلال فترة بسيطة لم تبلغ حتى 3 سنوات من التجربة البرلمانية. وشدد على أن النظام الملكي تنصل عن إلتزاماته، ولم يفي بأي اتفاق مع المواطنين.

ومن التجربة البرلمانية الموؤودة في السبعينات، مرورا بحالة القمع في الثمانينات، ووصولا إلى انتفاضة الكرامة في التسعينات كانت السجون الخليفية تكتظ بألآف المواطنين، والتعذيب يجري بصور رهيبة. في المقابل فإن استمرار النضال في داخل البحرين وبقاء مئات المعتقليين مع حلول العام 1999 أجبر النظام على الإنصياع بإطلاق سراح جميع السجناء في العام 2002، غير أن ذلك تم مع وجود المخطط المسبق للإنقلاب على الشعب مجددا والتنصل على كل إلتزامات أو وعود مسبقة من جانب النظام الحاكم.

البحرين جزيرة بلا شواطىء:

من جانبه فقد تطرق النائب السابق عن كتلة الوفاق الدكتور جلال فيروز إلى الإستيلاء على الأراضي في البحرين لصالح العائلة الخليفية. وكشف عن سرقة ما يعادل 60% من الثروة والأرض والسواحل. وقال فيروز بأن البحرين أضحت “جزيرة بلا شواطىء”، بسبب سيطرة آل خيفة على مقدرات البلد.

وتحدث فيروز كذلك عن التعذيب في البحرين، مستشهدا بما توصلت له “لجنة بسيوني” من حقائق فظيعة، مع عدم إلتزام النظام بتنفيذ توصيات اللجنة رغم اعترافه وقبوله بنتائجها. وتوصل فيروز في كلمته إلى أن المواطنين وعائلات الضحايا في البحرين “فقدوا ثقتهم وإيمانهم بعمل الأمم المتحدة ودورها لوضع حلول لوقف الإنتهاكات”. واعتبر أن المال السعودي والإماراتي هو المتحكم في اهتمامات الدول، “ويستخدم لإسكات أصوات المطالبين بالديمقراطية”.

حرب على الهوية ومقاومة لحفظ الذاكرة التاريخية:

بدوره تحدث الكاتب البحراني عباس المرشد عن ضياع الهوية البحرانية في خضم الصراع مع النظام الخليفي. وفي ورقة تحت عنوان (البحراني المفقود) عزا المرشد الصراعات السياسي لأسباب تتعلق بالهوية والتاريخ والحضارة. واستعرض في ورقته جوانب من تغييب الهوية المتعمد بحيث لا توجد في المناهج التعليمية، أو في وسائل الإعلام الرسمية ما يشير إلى تراث البحرين قبل العام 1783 (تاريخ الغزو الثقافي). وقال المرشد بأن “ البحراني لم يعد هو البحراني الذي كان يملك الأرض ويدير الاقتصاد ويصنع التاريخ ويمارس الثقافة، قبل 250 عاما ولم يعد بإمكانه أن ينظر إلى نفسه كبحراني له امتداد تاريخي وهوية ثقافية ذاتية خاصة به”. وأشار المرشد في ورقته إلى تاريخ الغزو الخليفي للبحرين وإلى طبيعته العدوانية لكل ما يمت بصلة للهوية الحقيقية. وأكد في ورقته بأن “شعب البحرين تعرض في سنة 1783 لعملية احتلال واستيلاء بالغة العنف والقسوة من قبل قبائل العتوب”. مع هذا فقد ظلت البحرين “ وفية لهويتها الثقافية والمذهبية وبفعل ترسخ المراسيم والمواسم المتصلة بالهوية البحرانية تشكلت المعالم الكبرى لهوية المجتمع وذاكرته التاريخية.

القمع السمة البارزة لنظام الحكم في البحرين:

وكانت عضو منظمة ADHRB مارغريت ماكلنتاير قد تطرقت إلى سلسلة الإنتهاكات التي أعقبت تفجر الثورة في البحرين عام 2011. ووصفت مارغريت سياسة التعامل مع المظاهرات في ذلك العام ب”الخطوات القاسية”. وأضافت في كلمتها مؤكدة بأن الإعتداءات ما زالت تلاحق كل الأصوات المتبقية بطريقة ممنهجة. وتطرقت ماكلنتاير إلى وضع النشطاء الذين يمنعون من السفر ويضيق عليهم الحراك والتنقل حتى في داخل البحرين.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة هي الثالثة التي تقيمها منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ADHRB بالتعاون مع منظمات أخرى على هامش أعمال الدورة ال 41 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف. وتنشط المنظمة مع أعمال الدورة بتنظيم الندوات الجانبية والمشاركة في المداخلات الشفهية، وعقد اللقاءات مع سفراء الدول الأعضاء في المجلس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى