اوروبا

في مقابلة حصرية: نجاح يوسف تروي لجريدة الإندبندنت البريطانية تعرضها للتعذيب والإعتداء الجنسي.. فكرت في الإنتحار لأنجو من التعذيب

البحرين اليوم-لندن

أجرت صحيفة الإندبندت البريطانية لقاء حصريا مع الناشطة المفرج عنها نجاح يوسف مقابلة حول تجربتها في السجن، والظروف القاسية التي مرت بها جراء ما تعرضت له من تعذيب. ونشرت الجريدة يوم أمس (الأحد 27 أكتوبر) مقالا مطولا عن اللقاء الحصري مستعرضة بعض تفاصيل التعذيب. وفيما يلي ترجمة نص المقابلة:

قالت ناشطة بحرانية سُجنت بعد انتقادها لسباق الجائزة الكبرى “الفورمولا 1” في البلاد إنها كانت تفكر في الانتحار بعد تعرضها للاغتصاب وسوء المعاملة على أيدي سلطات الدولة.

نجاح يوسف، موظفة مدنية سابقة طُردت من عملها بسبب اعتقالها وإصدار حكم بالسجن ضدها، في أبريل 2017، وذلك بعد انتقادها في صفحة الفيسبوك لمسابقة الجائزة الكبرى في البحرين وانتهاكات حقوق الإنسان في تلك الدولة الخليجية الغنية.

قالت نجاح يوسف (لجريدة الإندبندت البريطانية) وهي والدة لأربعة، وقد تم إطلاق سراحها من السجن بعفو خاص في أغسطس الماضي، إنها “لا تزال تعيش في خوف من إجبارها على العودة إلى السجن في أي لحظة”.

وطالبت السيدة نجاح ( 42 عام) والتي نددت الأمم المتحدة بمعاملتها السيئة، (طالبت) الفورمولا 1 ولويس هاملتون بالاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان التي عانت منها، وحث السلطات على إجراء تحقيق في معاملتها.

وقالت لصحيفة الإندبندنت في أول مقابلة لها منذ خروجها من السجن: “لا يجب أن تتسابق الفورمولا واحد في بلد عندما تحدث فيه انتهاكات”. “لقد كنت قلقًة بشأن ذلك واعتداء السلطات على حرية التعبير ومعاملتها للمتظاهرين والمواطنين، وهو ما دفعني للحديث“.

وذكرت السيدة يوسف إنها استدعيت إلى مركز الشرطة مع ابنها البالغ من العمر 14 عامًا وأجبرها أحد أفراد المخابرات على فتح هاتفها المحمول قبل استجوابها بشأن تورطها في السياسة. وأضافت: “شعرت بالرعب على سلامتي وسلامة ابني. طلب مني العمل مع السلطات كمخبر لكنني رفضت. موقفهم تغير تماما بعد ذلك. أصبحوا عدوانيين جدا. خلال الأيام الأربعة التالية، كنت أنام في المنزل ولكني أعود إلى مركز شرطة المحرق كل يوم حيث تعرضت للضرب وهددوني بالاغتصاب.

لقد هددوا بقتلي وأخبروني أنهم سيقتلون أطفالي. قالوا إنهم سوف سيفتعلون حادثًا مروري للأطفال وسيقتلونهم، وقالوا ” كل شيء سيبدو طبيعيًا. يمكننا أن نفعل هذا”.

وتابعت نجاح ”أثناء استجوابي في مركز الشرطة، تعرضت للاغتصاب وقد أهينت كرامتي. وفي مرحلة ما كنت أفكر في رمي نفسي من نافذة وأنهي حياتي حتى أتمكن من إنهاء المعاناة، لكنني تراجعت عن الفكرة رغم أنهم أبقوني بالفعل في الجحيم. صدمني أن الشخص الذي كان رئيس قسم الشرطة حيث تعرضت للاعتداء الجنسي والتعذيب هو مستفيد من برنامج التدريب البريطاني الذي تستخدم فيه أموال دافعي الضرائب البريطانيين. ”

وأعربت السيدة يوسف عن غضبها من أن الحكومة البريطانية أرسلت وفداً من شرطة دورهام إلى المركز في حين أنها تعرضت للاعتداء الجنسي، واستهجنت قائلة إن هذا يبدو وكأنه “خيانة”.

ورغم أنه لا يوجد ما يشير إلى تورط العميد فواز حسن الحسن في الإساءة إليها أو تعذيبها مباشرة، إلا أنه كان مسؤولاً رسمياً عن مركز الشرطة في ذلك الوقت وهو أكبر ضابط شرطة في المنطقة. وقد تلقى تدريبات في المملكة المتحدة على نفقات دافع الضرائب البريطاني الذي سدد الفاتورة كجزء من برنامج التدريب والذي وصلت قيمته 16،000 جنيه إسترليني حول “القيادة والسيطرة”. وتضيف الصحيفة البريطانية أن هناك مزاعم عن سلسلة من حوادث التعذيب قد وقعت في مركز الشرطة الذي يرأسه.

وقالت السيدة يوسف بعد نقلها إلى مركز مدينة عيسى لسجن النساء، طلبت بعض الأدوات الصحية كالصابون للإستحمام وقد تم رفض طلبها، وهو ما كان نوع آخر من استمرار التعذيب، وكان ذلك يتم بالإضافة إلى الالمعاملة الحاطة بالكرامة من قبل الحراس.

وقالت السيدة يوسف إن زميلتها في السجن هاجر منصور وهي أيضاً سجينة سياسية، اضطرت إلى الذهاب إلى المستشفى بعد تعرضها لاعتداء من حراس السجن في سبتمبر الماضي وتركها مصابة بكدمات في جميع أنحاء جسدها.
وأضافت: “لقد شعرنا بالضعف الشديد لأننا قد نتعرض للهجوم في أي وقت من قبل المسؤولين في السجن بعد ذلك، ولن تكون هناك عواقب على أفعالهم. لم يُسمح لي برؤية عائلتي إلا مرة واحدة في سبتمبر 2018 إلى أن تم إطلاق سراحي في أغسطس الماضي “.

نجاح يوسف فقدت والد زوجها يوسف سلمان البالغ من العمر 85 عامًا ضحية جراء الاختناق في عام 2012 بعد إطلاق كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع على منطقتهم سكنهم.

إن البحرين التي تحكمها عائلة آل خليفة لأكثر من قرنين من الزمان ، هي “واحدة من أكثر دول الشرق الأوسط قمعا” وفقا لمنظمة فريدوم هاوس غير الحكومية الأمريكية.يذكر أن المملكة المتحدة قامت بترخيص أسلحة بقيمة 105 ملايين جنيه إسترليني إلى البحرين منذ اندلاع انتفاضة الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية في فبراير 2011 ، وفقًا لحملة مناهضة تجارة الأسلحة. كما أن البحرين هي واحدة من أقدم حلفاء المملكة المتحدة في الخليج، وما تزال لبريطانيا مرافق بحرية هناك.

وبالعودة إلى سباق الجائزة الكبرى في البحرين فقد تم إلغاؤه مرة في عام 2011 بسبب الاحتجاجات واسعة النطاق على انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، ولكنها استمرت بعد ذلك العام في عقد السباق سنويا.

وعلق سيد أحمد الوادعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد) قائلا: ” كما أن قضاء أكثر من عامين في السجن تعسفيًا، فلم يتوقف الأذى حتى بعد إطلاق سراح نجاح، حيث واجهت تعسفا آخر بطردها من وظيفتها. وأضاف الوداعي حتى يومنا هذا لم تتلق أي تعويض وليس هناك ما يشير إلى أن البحرين تعتزم محاسبة المعتدين عليها. لقد أكد قرار الأمم المتحدة حدوث انتهاكات متعددة ضد نجاح يوسف، من انتهاك حقها في الانتقاد بحرية، إلى تعذيبها غير القانوني والاعتداء الجنسي وصولا إلى المحاكمة الجائرة “.

وقال متحدث باسم الفورمولا واحد: “لقد كنا دائمًا واضحين مع جميع الحكومات التي نتعامل معها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البحرين، بأننا ننظر إلى العنف وإساءة استخدام حقوق الإنسان والقمع على محمل الجد. وتابع المتحدث باسم السباق وفي جميع الأوقات ومع هذه الحالة، تعاملنا مع الأطراف المعنية وأجرينا استفسارات استباقية في حالة السيدة يوسف. لقد فعلنا ذلك ضمن قيود كوننا شركة خاصة، مع التأكيد على عدم وجود صلاحيات التحقيق (فيما يتعلق بالسلطة والموارد والقنوات الرسمية) لكشف جميع الحقائق بالكامل “.

وقال متحدث باسم سفارة البحرين في لندن إن مزاعم السيدة يوسف عن سوء المعاملة قد تم التحقيق فيها بالكامل من قبل أمين المظالم المستقل في البحرين ولم يعثروا على أي دليل يدعم مزاعمها، مشددا على أنها أدينت بجرائم إرهابية.

وأضاف المتحدث “إن إدانة نجاح يوسف لا علاقة لها على الإطلاق بسباق الفورمولا واحد، ولا بأي قضايا أخرى تتعلق بحرية التعبير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى