العالم

حسين خيرالله: ممانعة ضد الغدر.. وترحيل قسري بجواز “بحراني” صلاحيته سنة واحدة

Capture

البحرين اليوم – (خاص)

 

اتصال مفاجيء من الجهات الأمنيّة كان يرنّ على هاتف حسين خير الله.

خير الله شعرَ منذ البدء بأنّ هناك “نيّة سوء”. قبل يومين تم ترحيل الشيخ محمد خوجسته إلى بيروت، قسْراً، ومن المؤكد بأنّ الاتصال له صلة بهذا الأمر.

قيل له: “هل تأتي إلينا، أم نأتي إليك”.

خشي خير الله على أبنائه الخمسة من هجوم القوّات. خرج من عمله في بابكو، وتوجّه إلى إدارة الجوازات. كان المطلوب، بحسب الخدعة، أن يُوقّع على تعهّد للمثول أمام السلطات في حال استدعائه، إلا أنّ الموضوع كان شيئاً آخر.

قبل أن يدخل إلى مبنى الجوازات، سُحِب خير الله إلى باص تابع للمخابرات الخليفيّة، وكانت الخطّة هو ترحيله عنوةً خارج البلاد.

لم يكن يحمل معه أغراضه الشخصية أو حقيبة ملابس. اعترض عليهم، وبدأت مشادّات استمرت لأكثر من ساعتين في المطار البحرين. هُدّد، بطريق غير مباشر، بإجراءات قد تطال عائلته. زوجته من الطائفة السّنيّة الكريمة، ولم يكن من المتوقّع أن يطالها سوء، إلا أنّ “الجنون الخليفي” تجاوز كلّ حدود الفظاعات. مكّنته المشادة الفرصة لأن توفّر العائلة له، وعلى وجه السرعة، حقيبة سفر تحوي احتياجات شخصية وبعض الملابس، وهي الحقيبة التي حلّ بها مطار بيروت، بعد أن توقف عند الأمن هناك بعض الوقت.

جُهّز لخير الله جواز “بحراني” اليوم. تاريخ الإصدار يذكر بأنّ الجواز تمت طباعته اليوم الأربعاء، 24 فبراير. صلاحيته لمدة سنة واحدة فقط، فيما كُتب في خانة الجنسيّة بأنه “من سكّان البحرين”. ضبّاط الأمن في مطار بيروت، الذين اعتادوا على هذه “الظاهرة” الجديدة قبل يومين مع الشيخ خوجسته، وقبل عامين مع الشيخ حسين نجاتي؛ وجدوا أن خير الله لم يكن مرتاحاً من الخديعة القسريّة. تعاطف البعض معه، وأبدوا “الاستياء” من نظامٍ “قمعي” يفوق أسيادَه من آل سعود في البشاعة والغدر. كان خير الله لا يزال في وضعيّة “الممانعة”، وأراد أن يُعاد إلى بلاده البحرين، إلا أنّ الخشية من أيّ انتقام خليفيّ جعله يرضى بما قدّر الله، ليجتاز مدخل القادمين في مطار بيروت، حيث كان باستقباله ناشطون بحرانيّون، وبينهم الشيخ خوجسته.

هي محنة من المتوقّع أن تتكرّر مع بقية الحالات العشر الشبيهة بحال خير الله والشيخ خوجسته. ويجد الخليفيون أنّ الفرصة مؤاتية للإقدام عليها في ظلّ “الاندفاع السعودي والخليجي” المجنون باتجاه لبنان، وذلك مع دعوة أنظمة الدول الخليجية مواطنيها لمغادرة بيروت فوراً، وكأنها أضحت – فجأة – بلداً تحت “نيران الحرب”.

يشتم الخليفيون لبنان ومقاومته، ويطردون البحرانيين إليه. مشهد يوحي بجانبٍ من “المروق” غير المحدود لأنظمة النفط الآيل نحو النفاذ، كما هو قمعهم الذي بلغ مداه، لينتهي إلى النضوب، ولو طال الزمن قليلاً.

أما محنة المطرودين من البحرين، والمحرومين من الجنسية  – وهي أكثر من مئة من المواطنين – فتنتظر “عقلا حقوقياً” فاعلا من النشطاء البحرانيين، الذين لا زال جهدهم في هذا الجانب غير كافٍ للتخفيف من هذه المحنة، ولاسيما وأنّ ملف المسلوبة جنسياتهم يُعد من الملفات الحقوقية الكاملة الأوصاف للدفاع عنها.

وبحسب ناشطين، فإنّ الجهد الحقوقي المطلوب في هذا الملف؛ ينبغي أن يتركز على مخاطبة المفوضية السامية للاجئين، والتواصل المباشر معها، والعمل على أن يكون هذا الملف البحراني من بين الأولويات لدى المفوضيّة، لتسريع المعالجة الملائمة معه، وبالحدّ الذي يُخفّف من حجم المحنة التي يُراد أن تكون “انتقاما” خليفياً مسلطاً على الأهالي والنشطاء لإجبارهم على الاستسلام، والكفّ عن الثورة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى