واشنطن

تقرير: كيف ستكون العلاقات الأميركية الخليفية في عهد الرئيس المنتخب ترامب؟

 

البحرين اليوم – (خاص)

نشر الباحثان جيسي كاتس وجورجيو كافييرو – المختصان في شؤون الخليج والشرق الأوسط – تقريرا حول طبيعة العلاقات الخليفية الأمريكية في ظل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي يتسلم مفاتيح البيت الأبيض في شهر يناير الجاري.

وأشار التقرير إلى انتقاد الحكومات والمعلقين في الغرب للحملة التي شنها الخليفيون ضد “انتفاضة” الربيع العربي في البحرين منذ ٦ سنوات، وأوضح إلى أن الغربيين كانوا يعربون عن “تفاؤل حذر حول آفاق الإصلاح”. إلا أن التقرير ذكر بأن لندن وواشنطن كانتا تتأرجحان بين روايتين متنافستين. فهناك اعتقاد بأن “تهميش الشيعة في البحرين يعتبر ظلما فادحا”، وهو ما يستدعى الضغط البريطاني والأميركي على “الحكام السنة في البلاد”. إلا أن هناك “ذريعة أخرى” تستند على وجود قضايا أخرى تشغل البريطانيين والأميركيين في البحرين، ومنها الأسطول الأمريكي الخامس، والقاعدة البريطانية الجديدة التي تم تدشينها قبل نهاية العام ٢٠١٦م، فضلا عن التهديدات التي يمثلها تنظيم داعش الإرهابي.

 

 

ترامب: التناقض والغزل الخليفي

 

 

الفريق الآخر الذي يضع الأولوية للملفات الأخرى المتعلق بالقواعد العسكرية، يذهب – بحسب التقرير – إلى أن “الانتقادات العلنية” ضد آل خليفة في البحرين “هي مخاطرة كبيرة جدا لأنها تهدد بإضعاف تحالف واشنطن الإستراتيجي مع (حكام) المنامة، فضلا عن عواصم (أنظمة) دول الخليج الأخرى التي تدعم بقوة (النظام الخليفي) في البحرين”.

وقال التقرير بأن هناك “وجهات نظر متباينة” بين المسؤولين الخليفيين حول ترامب. هذا التباين يعود إلى مقولتين تختصران صورة رامب. المقولة الأولى تتعلق ب”الحصة” التي ينبغي لواشنطن أن تأخذها من دول الخليج نظير دعم أنظمتها القمعية، والمقولة الأخرى تُخْتصر بشعار “أمريكا أولا”.

 

يقول التقرير بأن خطاب الرئيس المنتخب في شأن السياسة الخارجية مشوب بالتناقص وعدم التماسك، كما أن هناك غيابا “لأي نقاش حول قضايا حقوق الإنسان، وتعزيز الديمقراطية”، كما لم يصدر عنه أي دعوة للحكام الخليفيين للإصلاح، كما فعلت إدارة الرئيس أوباما. ولم يستبعد التقرير أن يتجنب دونالد هذه الموضوعات على أمل “تعزيز العلاقة” بين الولايات المتحدة والنظام الخليفي، وهو ما يتقاطع مع اعتقاد الخليفيين بأن ترامب سيكون أفضل من سلفه في الوقوف ضد إيران والاتفاق النووي، وهو ما سيعني أنه سيوفر “حماية أفضل لمصالح دول مجلس التعاون الخليجي في المنطقة”.

 

تفاؤل الخليفيين.. ومعضلة (جاستا)

 

يرصد التقرير المواقف “المتفائلة” التي صدرت عن الخليفيين تجاه مستقبل العلاقات بينهم وبين وواشنطن في عهد ترامب. ويستشهد بما قاله وزير الخارجية الخليفي، خالد أحمد، الذي تحدث عن استمرار “الصداقة والتحالف” بين الطرفين على نحو “طويل الأمد”. وفي نوفمبر الماضي، عرض الخليفيون الاستعداد للاقتراب من ترامب من خلال تنظيم احتفال بما يُسمى بالعيد الوطني في فندق مملوك لترامب في العاصمة واشنطن. “وهي الخطوة التي أثارت العديد الأسئلة”، بحسب التقرير.

ويقول التقرير أن اختيار ترامب لمعاونين ومستشارين معروفين بالعداء لإيران، سوف يُسهم في إنعاش الخليفيين بالموسيقى التي “تطِنُّ” في آذانهم.

في المقابل، يظل تأييد ترامب الواضح لقانون “جاستا” (محاسبة السعودية وإجبارها على دفع تعويضات على خلفية أحداث ١١ سبتمبر الإرهابية)، مصدرا لإثارة أسئلة أخرى حول كيفية التعامل بين الولايات المتحدة دول مجلس التعاون الخليجي. ويقول التقرير بأن “المسؤولين في السعودية والبحرين يأملون أن يكون تأييد ترامب لقانون (جاستا) هو جزء من الخطاب القومي الناري” وليس أكثر من ذلك.

ويخلص التقرير إلى العلاقة حتى الآن بين الخليفيين والولايات المتحدة “قوية جدا”، وأن انتخابات الرئاسة الأميركية لا تلقي بأية مخاطر على هذه العلاقات، ولاسيما مع “السرور” الذي يبديه الخليفيون من خروج “الرئيس الأمريكي (أوباما) الذي خفّف من موقف واشنطن ضد إيران، وانتقد حملة القمع التي شنها حكام آل خليفة” على ثورة البحرين. هذا الاستبشار بخروج هذا الصوت من المكتب البيضاوي؛ لا يحجب السؤال القائم حتى الآن حول “كيفية التحالف الذي الذي سيكون بين (النظام الخليفي) في البحرين والولايات المتحدة، وكيف سيتطور خلال فترة رئاسة ترامب”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى