سجن جوالمنامةحكايات الضحايا

علي إبراهيم الزّاكي.. بين عذاب السّجن وعذابات الانتقام الممنهج

000000

المنامة – البحرين اليوم
في مملكة “الموت”، قُدِّر للمواطن البحراني، علي إبراهيم الزاكي (21 عاما)، أن يُشارف أكثر من مرّة على “الحتْف” على أيدي القوات الخليفية.
الزاكي، محكوم 22 سنة في سجون النظام، وذلك في عدّة قضايا أمنيّة.

تمّ اعتقاله في أبريل 2014 إثر كمين أمنيّ من جانب المخابرات الخليفيّة. إلا أنّ المخابرات لم تكن لتجد صعوبة في نصْب هذا الكمين الغادر. فقد اضطرّ المرض الزّاكي أن يقصد مركز البديع الصّحي، وذلك لاستلام دوائه الخاص، حيث يُعاني من أزمةٍ صحيّة مزمنة، وذلك بسبب مشاكل جرّاء مرض الصّرع.
كان الاعتقال لحظةً من لحظات الموت. القواتُ لم تكن لترحم مريضاً لجأ إلى المشفى، وكأنها تُثبّت إحدى القواعد الأساسيّة في الانتقام من البحرانيين، وهي القاعدة التي تُعلِّق الموت في كلّ الجهات التي يقف عليها المواطنون، وهو موتٌ حازمٌ يأتي عبر الرصاص القاتل، أو موتٌ بطيءٌ تتولّاه الغازات السّامة. وهناك طُرقٌ أخرى من هذا الموت المنظّم في السّجون.

عمدت السلطات إلى منْع العلاج اللازم للزّاكي، وهي تعلمُ أنّه بحاجةٍ ماسّة إليه. وهي الحاجة التي اضطرّته لأنْ يُخاطر، ويُحرّك قدميه باتّجاه المركز الصّحي، رغم مخاطر الاعتقال.

إدارة السّجن كانت تحرم الزاكي من الدواء، وتكتفي بتوفيره بشكل متقطع، وهو ما تسبّب في تردّي وضعه الصّحي، وعلى نحوٍ قاربه إلى حدود الموت.

(البحرين اليوم) اتصلت بعائلة الزاكي، حيث أفادت والدته بأن ابنها نُقِل إلى المستشفى فجر أمس، الاثنين، وبقي لمدة بضع ساعات فقط، ولم تكن كافية لتلقّيه العلاج المناسب لحالته الصحيّة، وتعمّدت القوات إعادته إلى سجن جو سريعاً، وقطعت عنه إجراءات العلاج، رغم أنه كان بحاجة للمكوث في المستشفى، كما أكّدت والدته.
وأوضحت العائلة بأن علي يواجه قضايا أخرى أمام المحاكم الخليفيّة، حيث لُفّقت ضده عدّة قضايا. ومن تتمّات المعاناة أيضاً، هو أن شقيقه، محمد (16 عاما)، محكوم بالسجن 3 سنوات، على خلفية اتهامات مرتبطة بالمشاركة في التظاهرات.

وسط هذه المعاناة التي يلفّها مرض علي الزاكي، قال والده بأنّ لديه أبناء آخرين، لا يستبعد أن يكونوا معرّضين للمصير المجهول نفسه الذي ينتظر أبناء البحرين في ظلّ استمرار القمع والظلم في البلاد. قال والد الزاكي ذلك وقد اعتلت عليه علاماتٌ وملامحُ مزجت بين حرقة الانتظار، وغضب الإرادة التي لا تنهزم.

والد علي قال ل(البحرين اليوم)، بأنّه يكابد بكلّ السّبل من أجل إخضاعه للعلاج في مستشفى السلمانية، وتوجّه إلى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان من الوقوف إلى هذه القضيّة، والضغط في سبيل إنقاذ ابنه علي من أطيافِ الموت التي تقترب منه كلّ مرّة بسبب تدهور روحه وجسده.

أما والدة علي، فقد بدت عليها نبراتُ الحزن وهي تسمع اسم ابنها علي. قلبها المكسور كان يتأوّه ألماً، وينبض بذكرياته. توجّهت إلى كلّ أصحاب الضمائر الحيّة، وأمّلت تقديم النّصرة لولدها الذي يُعاني عذاب السّجن، وعذابات المرض.

بلدة مقابة لم تنسَ ابنها البار. وقد خرج أبناؤها يوم أمس الاثنين في تظاهرةٍ تضامنيّة، ندّدوا فيها بما وصفوه ب”انعدام الإنسانيّة” وسياسة الانتقام الممنهج التي يمارسها النظام الخليفي. خرج المواطنون في وجه الموت الذي يُجرّ إلى جسد علي الزاكي، إلا أن القوات الخليفيّة ردّت عليهم بغازات الموت، ورصاص الغدر.

 

 

Capture

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى