حكايات الضحايا

حسن معيوف ضرّجته المرتزقة بدمائه عندما ذهب لتهنئة والدته بعيد الأم

1

من المنامة-البحرين اليوم:

حسن معيوف شاب بحراني من بلدة الدير يبلغ من العمر 21 عاما. عُرف بأخلاقه العالية، و محبوبيته من بين أبناء بلدته، مع تميزه بحس الفكاهة بين أقرانه.

كان له طموح مثل بقية الشباب بمستقبل واعد بعد إكمال دراسته الجامعية، التي نجح فيها برغم معاناته الكبيرة جراء الاعتقالات التي تعرض لها خلال سني دراسته.

لم تنتهي معاناته بعد تخرجه , حيث بدأ رحلة معاناة اخرى , بعد ان انضم الى رجال الله المطاردين منذ قرابة العامين. عامان تعرض خلالهما الى العديد من التهديدات المباشرة بالتصفية الجسدية من قبل أزلام النظام الخليفي.

تعرض معيوف لمحاول اغتيال بالرصاص الحي في إحدى المرات، إلا أنه نجا منها بأعجوبة بالغة. كما تعرض للعديد من الكمائن التي نجى منها بسلام.

2

بدأت رحلة اعتقاله في فبراير من العام 2012، حيث طاردته مركبات القوات الخليفية التي صدمته قبل أن تعتقله، بعد أن أوسعته ضربا قبل نقله إلى مركز سماهيج ليتم تعذيبه بكل بشاعة، برغم جروحه التي أصيب بها جراء صدمه.

أفرجت عنه السلطات بعد أن قضى شهرا في سجن الحوض الجاف. وبعد بضعة شهور طاردته القوات الخليفية في أزقة البلدة ثم اقتادته إلى أحد المنازل المهجورة ليتم الإعتداء عليه، وتعذيبه بشكل وحشي قبل نقله مرة أخرى إلى وكر التعذيب في مركز بلدة سماهيج.

وهناك تناوب على تعذيبه كل من يوسف الملا ونواف الهاشل، لينتزعوا منه اعترافات كاذبة صدر عل إثرها حكم بسجنه لمدة عام، قبل أن يُنقل الى سجن جو. غير أن محكمة الإستئناف أطلقت سراحه بكفالة على أن تُعاد محاكمته لاحقا.

أصدرت بعدها محكمة خليفية سلسلة من الأحكام تجاوزت 40 عاما.

اعتقاله الأخير تم يوم الخميس 12 من شهر مارس الجاري، حيث طوقت ميليشيات مدنية مدججة بالسلاح منزل والده في مدينة الزهراء الدوار الرابع. وقد ألقوا القبض عليه حال خروجه من المنزل، حيث تناوبوا عليه بالضرب الوحشي حتى سالت الدماء من رأسه فيما نزفت عينه اليمنى.

ثم أخذوه إلى منزل والده، وقاموا بتفتيش المنزل والعبث بمحتوياته ولمدة أربع ساعات، وحتى الفجر. صادروا بعض الأجهزة الإلكترونية، وحاولوا مصادرة هواتف العائلة، الا أن مقاومة العائلة منعتهم، فاكتفوا بمصادرة هاتف حسن بعد تهديده بالقتل إن لم يسلمه، ومن ثم تم اقتياده إلى مكان مجهول، ولم يسمح له بالإتصال بعائلته.

حسن و سلمان الولد

حسن معيوف الذي ظل مطاردا لقرابة عامين، لم يكن يحيا حياة طبيعية، بل كانت تلاحقه أيدي الإجرام و البغي. إلا أنه قرر أن يفاجيء والدته المحروم من لقائها، بزيارتها استباقا وقبل عيد الأم. إلا أن فرحتهما بدّلها فداوية آل خليفة من مشاعر فرح الأم برؤية ولدها الغائب إلى مشاعر ألم وحزن وبكاء٫ حيث تم إدماؤه أمام عينها، فيما انقلبت عبارات التهنئة لها؛ صراخاً وآهات من شدة التعذيب.

المعيوف تعرض في العام 2013 إلى محاولة اغتيال فاشلة عندما اعترضته ميليشيات مدنية مسلحة، وطاردته مطلقة عليه الرصاص الحي من مسدساتها، إلا أنه نجح بفضل عناية الله في الإفلات منها. وأما في العام الماضي، فقد نصبت له القوات الخليفية كمينا مخابراتيا في جزيرة سترة، عاصمة الثورة، إلا أنه نجح في الإفلات من قبضتهم. السلطات لم تكتف بمطاردته، بل استهدفت عددا من أفراد عائلته وأقرانه. فقد تم تلفيق قضية لعمته، وتم تغريمها مبلغا من المال.

وأما اصدقاؤه، فتم اعتقال العديد منهم، وصدرت بحقهم أحكام مطولة بالسجن، ومنهم المعتقل سلمان الولد الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد. ومحمد رضا المطوع الذي حكم هو الآخر بالسجن المؤبد. وحسن السنابسي المحكوم بالسجن لأكثر من 40 عاما.

حسن و محمد رضا المطوع

ويسود قلق كبير اليوم على حياته، حيث إنه أقتيد إلى المجهول منذ أول لحظات اختطافه.

هناك خشية عليه من غرف التعذيب السوداء بين وحوش لا تعرف أي معنى للإنسان والإنسانية. أصدقاء المختطف حسن معيوف وجّهوا مناشدة للحقوقيين وجميع المنظمات والجمعيات الحقوقية بالتحرك العاجل والضغط على النظام الخليفي للكشف عن مصيره.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى