العالم

حسين عبدالله في صحيفة “الأخبار”: الصراع الدموي بين ولاة العهد في السعودية انعكس سلبا على أوضاع حقوق الإنسان

IMG_9986
من بيروت-البحرين اليوم:

كتب الحقوقي البحراني حسين عبدالله مقالا في صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم الإثنين (1 فبراير 2016) بعنوان “الصراع الدموي بين ولاة العهد في السعودية”.

عبدالله تطرق في مقاله إلى الصراع الخفي الدائر بين وليّي العهد في السعودية، والذي انعكس سلبا على أوضاع حقوق الإنسان داخل السعودية وفي عدد من دول المنطقة.

وأشار عبدالله الى تقرير بثته مؤخرا شبكة «أن بي سي» الأميركية وبيّنت فيه “أنّ التنافس على السلطة بين وليّي عهد السعودية وزير الداخلية محمد بن نايف ووزير الدفاع محمد بن سلمان، جعل كلّ منهما يتبع سياسة داخلية وخارجية شديدة العدوانية لإثبات كفاءته، ما أثر بشكل بالغ على سجل حقوق الإنسان داخل البلاد وفي دول الخليج الأخرى التابعة لها”.

وبحسب مسؤولين امريكيين فإنّ اتباع الأميرين سياسة عدوانية يأتي في وقت يعاني فيه الملك سلمان من الخرف. الشبكة الأميركية ضربت أمثلة على السياسة العدوانية المُتبّعة، كوقوف محمد بن سلمان وراء قرار شنّ الحرب على اليمن، وأنّ محمد بن نايف هو الذي دفع باتجاه تنفيذ حكم إعدام الشيخ نمر النمر، في الثاني من شهر يناير الماضي.

عبدالله اعتبر أنّ تسلّم الملك سلمان للحكم في البلاد قبل عام كان “بداية تراجع وضع حقوق الإنسان في السعودية وتوابعها من دول الخليج إلى مرحلة بالغة السوء”. واستشهد عبدالله على ذلك بأن “سلمان، بعكس أسلافه، لم يبدأ عهده بإعلان العفو عن النشطاء والمعارضين السياسيين السلميين الذين تقدّر منظمات حقوقية، بينها جمعية الحقوق المدنية والسياسية «حسم»، عددهم بالآلاف”.

وأضاف “لا يوجد حديث في السعودية عن تحسين سجل حقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقلين أو إدخال إصلاحات سياسية تفضي إلى مشاركة شعبية في صناعة القرار”, مشيرا الى خطاب الملك السنوي أمام مجلس الشورى الذي خلا من أي كلام عن الإصلاح.

عبدالله انتقد التصريحات الأخيرة لمحمد بن سلمان حول وضع المراة في السعودية وحول حرب اليمن واعتبر انها “كانت تزويرا للواقع”. وكان محمد بن سلمان ادعى في تصريحات لصحيفة ايكونوميست البريطانية إنّ قرار الحرب لم يكن قراره بل صدر عن «مؤسسات الدولة»، وهو لا يعلم متى تنتهي.

وأما بالنسبة لمحمد بن نايف فرأى عبدالله بأنه شدّد من قبضته الأمنية في السعودية مشيرا إلى اعتقال أحمد العبيد شقيق أحد ضحايا تفجير القديح بعد أن ظهر في لقاء مباشر مع محمد بن نايف امام كاميرات التلفزيون في نوفمبر الماضي متهما الحكومة بالمشاركة في قتل الشيعة.
وأشار عبدالله إلى اعتقال الناشطة سمر بدوي قبل الإفراج عنها إثر ضغوط دولية.

وأما بالنسبة للبحرين فقال عبدالله إن “النظام فيها، وبتحريض سعودي واضح، إختار المواجهة المفتوحة مع المطالبين بالإصلاح السياسي والمدافعين عن حقوق الإنسان” مشيرا إلى أن بن نايف ورث عن أبيه إدارة الملف الأمني في البحرين.

وأشار إلى الإتهامات الجديدة التي وجهتها السلطات إلى الشيخ علي سلمان، والى الأحكام الإضافية التي أصدرتها السلطاء بحق معتقلين في سجن جو بسبب اعتصام نفذوه العام الماضي احتجاجاً على أوضاع المعتقل غير الإنسانية.

عبدالله اعتبر أن كل ذلك يحدث” في ظلّ صمت، إن لم يكن تواطؤ أميركي وبريطاني” مشيرا الى موافقة واشنطن مؤخراً على بيع أسلحة للسعودية بنحو مليار دولار، فيما باعت بريطانيا للرياض قنابل بمليار جنيه إسترليني يُفترض أن تُستخدم في حرب اليمن، وذلك بعد أقل من شهرين من إعلان لندن تشييد قاعدة عسكرية لها في البحرين، هي الأولى في المنطقة منذ 40 عاماً”.

يشغل حسين عبدالله منصب المدير التنفيذي لمنظمة «أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين» (ADHRB) وهي منظمة حقوقية تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا لها وتنشط في مجال تعزيز ومراقبة اوضاع حقوق الإنسان في منطقة الخليج عامة والبحرين بشكل خاص، وهو من الأشخاص الذين أسقطت سلطات البحرين الجنسية عنه بسبب نشاطه الحقوقي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى