المنامةرمضانيات الثورة

من وحي التّجربة.. عبد الغني خنجر يوجّه نصائحه إلى “المطاردين” في شهر رمضان

1003541_625726424127805_250425457_n

البحرين اليوم – (خاص):

في شهرِ رمضان، يُصبح للمعاناةِ طعم آخر. طعمٌ أكثر وجعاً، وأقلّ حضوراً. يزدادُ الوجعُ لأنّ الأهلَ في هذا الشّهر يختلطُ عليهم حسابُ المشاعر: فرحةُ الشّهر، وألم غربةِ الأحباب. فرحة الإفطار، وحُزن الخبرِ المجهول حول أحبابهم، وما إذا كانوا أفطروا أم لا، وكيف أفطروا، وأين. ولكن الوجع لا يحضر كثيراً في المشهدِ الرّمضانيّ الذي يغرقُ، في كثيرٍ من الأحيان، في احتفاليّاتٍ وطقوسٍ أخرى، فيها الكثيرُ من الابتهاجِ الذي يزحفُ واسعاً ليحجبَ آلاماً تتحرّكُ بين الأزّقة، وبين شواهد القبور، وعلى أسطح المنازل القديمة وجدرانها الآيلة للسّقوط.

المطاردون هم مثالٌ حيّ على هذه المعاناة، وعلى هذا اللّونِ، والطّعم من الوجع الحاضرِ الغائب.

النّاطق باسم حركة “حق”، عبد الغني خنجر، ذاق كلّ أنواع المعاناة: الاعتقال والتعذيب في التّسعينات، وبعدها الغربة. الاعتقال قبل الثّورة والتعذيب الأكثر ضراوةً. المطاردة والغربة بعد الثّورة.

يقول خنجر بأنّ “المُطارد الذي يتعقّبه النّظامُ وأجهزته الأمنيّة”؛ يواجِه “عدّة تحدّياتٍ ومخاطر”، و”أخطرها على الإطلاق؛ أن يقعَ في يدِ تلك الأجهزة الإجراميّة”، حيث إنّ ذلك قد يُكلّفه “حياته أو يُعرّضه للتعذيب الممنهج”.
أمّا في شهر رمضان، فإنّ المُطارد، يقول خنجر، يكون “تحت ضغط شديد”، وذلك حيث البٌعد عن الأسرة، والحنين إلى أجواء الشّهر.
وينقلُ خنجر جانباً من هذه المعاناة، حيث كان تحت وطأة “المطاردة” مدّة عامين كاملين، انقطع فيها عن أسرته واللقاء بهم. يقول: “كان الشّوق للإفطار مع الأهل يراودني دون توقّف”، ويضيف “كنتُ أعمد إلى النّظر من النّافذة يوم عيد الفطر، فاستمتع بحركة الأطفال في المنطقة؛ فأفيض شوقاً لأسرتي، وألماً لفراقهم”.

لكن، كيف يمكم للمُطارد، والذي يحمل همّ القضية، أن يتغلّب على هذه الضّغوط؟
يقول خنجر بأنّه “يمكن التغلّب (على ذلك) بالعون من الله، وباستثمار الوقت في أمورٍ مفيدة”. ويؤكّد خنجر بأنّ القسوة التي يُعانيها المُطارد بسبب الوحدة والغربة؛ من الممكن أن يجعلها سبباً في شحذ العزيمة والإرادة، وذلك في حال الاستثمار السّليم، واستعمال الوقت “كما أراد الله (..) في طاعته ولزوم الصّبر”.

ويتوجّه خنجر بخطابه إلى كلّ مطارد، قائلاً: “قد يكون صعباً عليك أن تلتقي بأهلك، وأن تنعم بلحظات الإفطار معهم، ولكن تذكّر أنه بمقدورك أن تصوم الشّهر الفضيل متفرّغاً للعمل الدّؤوب في خدمة الشعب والثورة، وفي ذات الوقت؛ التقرّب إلى الله في وحدتك وغربتك التي تفرضها عليك ظروف المطاردة”.
وينصح خنجر المُطارد بألا يُضيع وقته في “التوافه، والنوم، ومشاهدة التلفاز”، مشدّداً على ضرورة الحذر عند الخروج، وتدبّر الأمور الأمنيّة “بكلّ عناية”، حفاظاً على حياته، وذلك لأنّ المطارد، بحسب خنجر، هو “جزء مهم” من الثّورة، ويجب أن يُحافظ على نفسه، كما أنّ على الجميع المساهمة “في احتضان المطاردين والتكافل في سبيل رعايتهم”، كما يؤكّد خنجر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى