المنامةرمضانيات الثورة

“الأبواب المفتوحة” في رمضان: على السّجون، والقتل، والأكاذيب الكبرى

IMG_0760

البحرين اليوم – (خاص)

مع حلول شهر رمضان، يتحفّز أهلُ البحرين لانتظارِِ الفرجِ والخيرِ من الله العليّ القدير. إيمانُهم بأنّ قضيّتهم عادلةٌ، ولا لُبس فيها؛ يجعلهم يفتحون آمالهم وتفاؤلاتهم إلى سقفِ السّماء، تماماً كما يفتحون مطالبهم وشعاراتهم إلى هذا الحدِّ المفتوح.
إلا أنّ نغزةً في القلبِ تتحرّكُ مع قدوم هذا الشّهر، وشيئاً من التّشاؤمِ يزحفُ فجأةً حين يطلُّ أحدُ الخليفيين إلى واجهةِ الكلامِ، ليبدأ في تحريكِ عجلةِ “الأكاذيب”.

يتشاءم النّاسُ مع ظهور أيّ خليفيّ في شهر رمضان، ولاسيما حينما تختلطُ الصّورُ وتتحرّكُ الكلماتُ التي بدأها (الملك) حمد عيسى الخليفة في رمضان 2010م، يوم بدأت الهجمة الأمنيّة، وأطلقَ مقولته التي أصبحت لازمةً لكلّ ما هو شرّ وخراب: “الأبواب المفتوحة”. قالها حمد، في استقباله لشهر رمضان، وهو يباركُ شعبَ البحرين، وبهذه المقولة؛ استقبل (الملكُ) الدّكتورَ عبد الجليل السّنكيس من المطار وأودعه في السّجن، حيث تحرّكت “عجلةُ” العذاب “غير المسبوقة” التي تعرّض لها معتقلو “شبكة أغسطس” من ذلك العام.

منذ ذلك الحين، ارتبط ظهورُ الخليفيين في شهر رمضان بالشّؤم. في سنواتِ الثّورة الماضية، كانت إطلالةُ حمد وحديثه على الشّاشة؛ مرتبطاً بسقوط شهيدٍ، وبانبلاج محنةٍ في سماءِ عائلةٍ من عوائل البحرانيين. وكان الأمرُ دوماً مردوفاً بالكلماتِ الجميلة، والعبارات الممشوقة، ولكن بزُخرفِ الموت والقهْر.

وزير الدّاخليّة الخليفيّة أعادَ، في استقباله لشهر رمضان هذا العام؛ عبارةَ حمد: “الأبواب المفتوحة”. كان الوزير الخليفيّ يتحدّث – على منوالِ لغةِ حمد أيضاً – عن مرحلة “تضميد الجراح”، والبدء في حوارٍ شبابيّ سلمي يُشارك فيه الجميع.
انقبضت صدورُ البحرانيين، وقبضوا على أيديهم، وشدّوها ببعض، فنذير الشّؤم أطلّ مجدّداً، لاسيما مع توالي تصريحات حمد وعمّه (رئيس الوزراء الخليفي) التي تدعو للخيرِ في شهر رمضان، والتكافل والتآخي والتّعايش بين النّاس. إنها الكلماتُ التي تخرجُ من هذه الأفواه، عادةً، وهي ممزوجةٌ بالدّماء والغدر. وها قد فُتحت السّجون، ودخل الدّكتور سعيد السّماهيجي، وغُلّظت الأحكام، واعتلت المداهمات واختطاف الأطفال.. رفقةَ الوعدَ ب”الأيام الجميلة”، و”المشاركة في الانتخابات”، وبناء الجميع ل”مستقبل الوطن”. وحفظ اللهُ الوطنَ من الموتِ المتطاير من زيارات الشّؤم للمجالس، والمخفور تحت الألسنِ المفطورة على الغدرِ والنّكث بالعهود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى