المنامة

قتلوا أنفسهم.. وما قتلوكم يا شموعنا التي لا تنطفيء: وفاء السميع ومشيمع والسنكيس

البحرين اليوم – (خاص)

قتلوا أنفسهم، وحزّوا على رقابهم نهاية خيوط الغزو الطويل.
لم يفعل آل خليفة سوى أنهم أعطوا العالم شاهدا آخر على أنهم جرثومة من الشر الأسود، وأن وقع أقدامهم لا يكون إلا مصحوبا بالخراب والفساد وسفك الدماء.

ظن حمد – وارث سلالات القهر والفتك – بأن إعدام الأبطال سيُورثه البطولة، ويستر العيونَ عن رؤية سيرته القبيحة وتقاسيم وجهه المليء بالهلاك. لكن ظنه خائب على الدوام، وطبعه المعجون بالغدر ونكث العهد لن يُنجيه – كما يخدعه طاقم القتلة – من لجج الثأر التي تلوح من الدماء الزكية التي سُفكت اليوم.

أما عباس وسامي وعلي.. فكتبوا مجدهم الآتي، وكانوا – وهم بين الأصفاد والعذاب – نماذج مخلدة في البطولة والثبات وبصيرة الكبار. لقد قتلوكم. – يا سادة الوطن وقادتها – لأنهم رأوا فيكم خرائط لا تُحصى من العزة والشموخ والإباء، وهم من جنسٍ مسكوب بالرداءة والخسة والانحطاط، فما طاقوا عليكم صبرا، وحركوا على ملامحكم النقية ما حسبوه موتا وإعداما، ولكنها الحياة الخالدة والشرف الرفيع والعزة الشماء..

ارقدوا بسلام.. شعبكم لن يخذلكم، ووصاياكم مثل العين والقلب، ستكون البصر والبصيرة، وشموعكم التي أراد القتلة من آل خليفة وآل سعود وآل نهيان إطفاءها.. ستُوقد في كل زاوية، وعلى رأس كل نخلة، وفي ضفاف كل الشواطيء.

رحلتم أبطالا.. لم تركعوا لحظة.. ولم تنبسوا ببنت وهن أو استسلام لجلاديكم الوحوش.. فكنتم قمبريون في يناير، وأصبحتم وقودا لذكرى الثورة السادسة التي استعجل القتلة ميلادها في يوم إعدامكم..
فألف رحمة.. وألف وفاء لكم يا سلالتنا الأصيلة، ويا أرواحنا الكبيرة.. ألف رحمة وخلود وشمعة لك يا عباس.. ويا سامي.. ويا علي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى