الخليجاوروبا

سعيد الشهابي: استهداف السعودية لدولة قطر “مغامرة خطيرة.. ونار ستحرق من أشعلها”

 

لندن – البحرين اليوم

قال القيادي في المعارضة البحرانية الدكتور سعيد الشهابي بأن القرارات التي قادتها السعودية ضد دولة قطر بمحاصرتها بشكل كامل؛ يمثل “حرفاً لبوصلة الأمة” بحسب ما جاء في عنوان المقال الذي نشره الشهابي في صحيفة (القدس العربي) الصادرة الاثنين، ١٢ يونيو، في العاصمة البريطانية لندن.

وتطرق الشهابي في المقال إلى ما وصفها بـ”مفاجآت” صدمت الرأي العام الأسبوع الماضي، وبينها الهجوم الإرهابي الذي وقع في لندن، والهجوم الإرهابي المزدوج الذي تعرضت له إيران، إضافة إلى “القرار السعودي المفاجيء باستهداف دولة قطر وقطع العلاقات معها وتحميلها، بصلافة نادرة، مسؤولية دعم الإرهاب” بحسب تعبيره.

وبشأن “المفاجأة الثالثة”، قال الشهابي بأن ذلك كان “مذهلا” بسبب وقوعه دون مقدمات “أو خطوات تدريجية”، وخاصة أن القرار جاء بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، وهي الزيارة التي أفرزت نتائج سلبية، وبينها “إراقة الدماء في البحرين، ثم الاعتداء الإرهابي على إيران”.

وأوضح الشهابي بأن القرار ضد قطر “كان صارما ومتعجرفا”، كما أنه “يؤكد نزعة نحو الاستبداد والتجبر”، وأشار إلى أن القرار “محاولة لتوجيه اللوم إلى الآخرين” بشأن سياسة تبنتها السعودية نفسها قبل ٣ عقود، في إشارة إلى الدعم السعودي للإرهاب.

وذكر الشهابي بأن العلاقات لم تكن جيدة بين الرياض والدوحة قبل القرار الأخير، وذكّر باحتلال القوات السعودية لمركز الخفوس القطري في العام ١٩٩٢م، والذي كان مؤشرا على “النوايا التوسعية” للسعودية، كما أوضح بأن الخلافات بين السعودية والإمارات – برغم التناغم الظاهري بينهما – ليس يسيرا أيضاً، لأسباب حدودية ونزاعات بينهما على حقل “الشيبة” النفطي، إضافة إلى الإنزعاج السعودي من التمدد الإماراتي في اليمن، عسكريا واقتصاديا، والهجوم الإماراتي على الرئيس اليمني (غير الشرعي) عبدربه هادي المدعوم من السعودية. وخلص الشهابي في هذا الشأن إلى أن “المواجهة بين الرياض وأبوظبي مؤجلة إلى ما بعد الفراغ من الخلاف مع قطر”.

وقال الشهابي بأن النظام الخليفي في البحرين لا يملك غير “تنفيذ الأوامر السعودية”، حيث يهيمن السعوديون بشكل مطلق على القرار الداخلي في المنامة منذ دخول قواتهم إلى البلاد في مارس ٢٠١١م.

وبشأن “المشاكل السعودية” من قطر، أشار الشهابي إلى قناة الجزيرة القطرية، حيث أدت الضغوط السعودية إلى تغيير القناة لسياستها، وخاصة في شأن التقرب من المعارضات العربية، ما أضعف وهج القناة. كما أن وقوف الأخيرة إلى جانب الثورات العربية – باستثناء ثورة البحرين – كان سببا آخر لغضب السعودية.

ويلخص الشهابي “جوهر الغضب السعودي إزاء قطر”، في عدة أمور ومنها امتلاك الدوحة “أدوات إعلامية فاعلة”، مثل الجزيرة، وتبنيها سياسة خارجية تختلف جزئيا عن السعودية، وخاصة بشأن إيران، حيث لم تبادر الدوحة للالتحاق بالقرار السعودي بقطع علاقاتها مع طهران، على النحو الذي فعله الخليفيون.

كذلك فإن الرياض تبدو منزعجة من الثروة الاقتصادية لقطر، بسبب النفط والغاز، فضلا عن علاقة قطر بجماعة الإخوان المسلمين وحركة (حماس).

وانتهى الشهابي إلى أن السعودية وجدت بعد زيارة ترامب أنها حصلت على “الصك المفتوح” للتحرك نحو “سياسات أكثر صرامة مع معارضيها المحليين والإقليميين”، وهو ما بدأته الرياض في المنطقة الشرقية والبحرين “قبل أن تجمع قواها لاستهداف قطر”.

وأضاف الشهابي “إنها مغامرة خطيرة قد ترتد سلبا على القائمين بها، ونار ستحرق أيدي من أشعلها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى