اوروبا

نبيل رجب في مقالة له في صحيفة “لوموند”: دول الخليج تدفع المنطقة والعالم نحو العنف

من باريس-البحرين اليوم

حذّر الحقوقي البحراني المعتقل نبيل رجب المجتمع الدولي من ان دول الخليج التي تعارض الديمقراطية وحقوق الإنسان, تدفع المنطقة والعالم نحو العنف.

جاء ذلك عبر مقالة له بعثها من سجنه في البحرين ونشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية ودعا فيها كلا من فرنسا وألمانيا الى إعادة النظر في علاقتهما بدول الخليج.

رجب استعرض في مقالته الأسباب التي أدت الى اعتقاله واوضاع حقوق الإنسان في منطقة الخليج والعلاقات الأوروبية الخليجية فضلا عن الآثار الناجمة عن السياسات الأوروبية في منطقة الشرق وخطر الإرهاب.

وفيما يتعلق باعتقاله أوضح رجب بأنه يواجه خطر السجن لمدة 15 عاما “لأني انتقدت القصف السعودي على اليمن وفضحت ممارسات التعذيب في سجون البحرين” وأضاف ” لقد وجهت لي السلطات تهمة جديدة لي وهي تشويه سمعة الدولة بعد ان بعثت رسالة مفتوحة الى الإدارة الأمريكية”.

وانتقد رجب موقف المجتمع الدولي إزاء تدخل السعودية والإمارات في شؤون عدد من دول المنطقة مشيرا الى تدخلهما العسكري في البحرين عام 2011 لسحق الإحتجاجات المؤيدة للديمقراطية, والى دورهما في خلق الأزمة الإنسانية في اليمن.

وقال رجب في هذا الصدد” بإمكان مجتمع الدولي مواجهة الدور السلبي الذي تلعبه دول الخليج في مناسبات عديدة منذ عام 2011، ولكنه لم يفعل” واضاف ” لقد ازداد الدعم الأوروبي للمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة والبحرين وحلفائهم، من خلال التعاون الأمني ​​ومبيعات الأسلحة”.

وأكّد رجب في مقالته على النتائج الكارثية للسياسات الأوروبية في المنطقة والتي نتجت عنها أزمة اللاجئين, وظهور تنظيم داعش. ودعا رجب الدول الأوروبية الى معالجة هذه القضايا ورأى أن ذلك يتحقق عبر “تحقيق النصر في الحرب الفكرية الدائرة بين الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد الإستبداد والوحشية”.

ورأى رجب أن دعم هذه المفاهيم في منطقة الشرق الأوسط يتطلّب من الدول الأوروبية” أن تقف في مواجهة أنظمة الخليج التي تزعم أنها حليفة في الحرب ضد التطرف لكنها غذّت الأزمة”. ودعا رجب الدول الأوروبية الى ” إعادة تقييم تحالفاتها مع هذه الملكيات” وأضاف ” إن فرنسا وألمانيا هما توأم قلب أوروبا وهما بحاجة الى إعادة تأكيد قيمهما”.

وانتقد رجب صمت المجتمع الدولي حيال الإنتهاكات التي ترتكبها السعودية في اليمن, واعتبر أن السعودية فهمت ذلك الصمت على انه “تخويل” لها لإستخدام القوة المميتة ضد المدنيين الأبرياء والمتظاهرين.

وأشار رجب الى الفكر المتطرف الذي تروج له قوة دفاع البحرين بين منتسبيها والذي “لايختلف عن آيديولوجية داعش” ووصف تلك المؤسسة بالطائفية.

واختتم رجب مقالته بدعوة فرنسا وألمانيا الى “إعادة تقييم علاقتهما مع هذه الممالك التي تعمل بنشاط ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان وتؤجج نيران العنف والتطرف”.

وأكّد على ان التعاون الأمني ومبيعات السلحة يجب أن تتم وفقا لشرط صارم وهو ” انه يجب على هذه الدول أن تحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي، أو تفقد علاقاتها المتميزة”.

واعتبر ان أي إجراء أقل من ذلك ستكون له آثار وخيمة على المدى الطويل. وقال ” إنها ذات الدول التي تعتبر الديمقراطية وحقوق الإنسان تهديدا، ولذلك فهي تدفع منطقتنا والعالم نحو العنف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى