الخليج

خطيب الحرم المكي السابق: السعودية وداعش يتبعان الفكر نفسه

88

 

البحرين اليوم – (خاص)

 

عادل الكلباني اختصرَ على الجميع الطريق.

بلسانٍ واضح، ومن موقعه باعتباره “خطيب الحرم المكي السّابق”، حدّد الكلباني موقعَ نظام آل سعود من داعش: “كلاهما يتّبع الفكر نفسه”. (شاهد: هنا)

في مقابلةٍ تلفزيونيّة، يقول الكلباني – الذي تربّى في قصور أمراء آل سعود – بأنّ داعش يستلهم أفكاره من ذات المصادر التي يقوم عليها “مذهب السعوديّة، إلا أنّ المشكلة “الوحيدة” التي تمثّل خارطة الاختلاف بين “دولة آل سعود” وتنظيم “الدولة الإسلامية” هو في التطبيق الخاص الذي يعتمده الأخير.

لا يتردّد الكلباني في الإعلان بأنّ “الجهاز الدّيني في السعودية” لا يرفض الفكرَ الذي يقوم عليه داعش، باعتبار هذا الفكر ليس موضع رفضٍ وانتقادٍ “أصلاً”، وأنّ المشكلة “العالقة” مع تنظيم داعش تكمن فقط في “السلوك والتطبيق”.

يُحرِّك الكلباني طاقته في “اللّف والدّوران”، ورغم أنّه يتحرّك من “بيئة مكّية” وليس “نجديّة”، إلا أنه يرى بأنّ هناك استخبارات – لم يُفصح عن هويتها – “لعبت دوراً كبيراً في صعود تنظيم داعش”. ويُكمِل المعادلة الترقيعية، ويقول بأن هذه “الاستخبارات “استغلت العلامة التجارية السلفية للإسلام السني في ذلك”.

دورٌ مخابراتيّ تركّز – بحسب الكلباني – “في تطوير التنظيم” وفي تزويده في السلاح والذخائر، وفي توفير “التوجيهات اللازمة”.

موقع الميدل إيست آي البريطاني أولى اهتماماً بتصريحات الكلباني هذه، وأشار إلى أن بريطانيا رفضت في العام 2013 منحه تأشيرة دخول إلى البلاد، من غير بيان الأسباب. إلا أنّ الموقع أوضح بأنّ المعلومات ربطت بين رفض دخوله إلى لندن بتصريحات متلفزة للكلباني هاجم فيها المسلمين الشيعة “حيث يرى إنهم مرتدون”، وذلك في سياق تعليق له يؤكد فيه بأن السلفيين في السعودية كافة يتفقون على أن “حكم المرتد هو القتل”، ما اعتبر “دعوةً لقتل الشيعة”.

لا يجد المرء صعوبة في حشْد مئات التعليقات والتدوينات الصادرة من رموز الوهابيّة السعودية، والتي يمكن أن تُشكّل “وفرةً فتوائية” كاملة “ومبرئة للذمة” تجيزُ لأيّ عقلٍ يجمع بين “الإرهاب” و”السلفية”، لأنْ يؤديّ المهمة القذرة المتمثلة في تفجير مسجد للشيعة أو حسينية يتجمع فيها معزون من الأطفال والنساء والشيوخ.

في الخلاصة، فإن محاولات آل سعود “المستعصية” لنفي تهمة “الإرهاب التكفيري” عنهم؛ تبوء بفشلٍ مفتوح، ولو أسّسوا “تحالفات مليونيّة” لمكافحة الإرهاب.

الكلباني يؤكد بأن الدّاء المزمن، الذي يُبحر في عروق “كبار علماء آل سعود”، لن يتحوّل في أيّ يوم، وتحت أيّة محاولة، إلى دواءٍ شافٍ يقي السعودية وحكّامها السّم الذي يزرعونه في كلّ مكان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى