المنامةتقارير

حمد عيسى الخليفة: بحثاً عن الهروب من فبراير

 

 

المنامة – البحرين اليوم

 

تلقّى حمد عيسى الخليفة، حاكم البحرين، دعوةً من ملك آل سعود، سلمان، لحضور مهرجان الجنادرية الذي ينطلق غداً الأربعاء، 3 فبراير.

يعرف السّعوديّون جيداً أنّ الحاكم الخليفيّ بحاجةٍ، أكثر من غيره، للتّرفيه على الطريقة السّعوديّة. وليس هناك أنسب من الجنادريّة لتكون مسرحاً تتراقص فيه سيوفُ القتلة وتتلاعب فيه “بشوتهم” بالهواء المعبّأ برائحة الإعدامات. مسرح سيُشارك فيه الداعمون الغربيّون الذين يعرفون من أين يُشرب النفط المخلوط بدماء الأبرياء.

سيحتفل آل سعود وآل خليفة، وسيتبادلون نخب الضحايا، وآخرهم شهداء الأحساء، وكأنّ أنياب قبائل الموت تنمو بسرعة نموٍّ الرياح.

يضّخ آل سعود ما استطاعوا من الأكسجين لإبقاء أنفاس آل خليفة. أنفاسُ هؤلاء تبدو مكتومةً وهم يسمعون كلّ يوم هتافاتٍ تدعو ضدهم بمعية الأقدام التي تدوس على صورهم المنشورة في الشّوارع.

الأكسجين هنا ليس كنايةً أو تعبيراً رمزيّاً. هناك اختناقٌ حقيقيّ يتمدّد داخل أوعية الخليفيين، ما يُفسّر هذه الفوضى التي تكشفها أرجلُهم وأيديهم المتطايرة باتّجاه القمع والابتذال في الالتحاق، والالتحافِ، بذيل آل سعود، المليئة بدورها بكلّ ألوان العار.

يحاول عثمان العمير، ناشر موقع “إيلاف” السعوديّ، أن يبثّ الهراء في جوف حمد. ويُعوّل العمير على جلوسه في قصْر “الصافرية” لكي يجد المساحة المناسبة لتكريس “فقدان الوعي” لدى الحاكم الذي لا يراه النّاس، ولا يرى النّاس، إلا قادِماً من سفَر، أو راحلاً إلى سقْر. (شاهد: هنا)

 

يثمّن حمد “الإعلام الإلكتروني” وهو يستقبل العمير. يتحدّث عن تطوّر في الصحافة، ونجاح في مهنيّة الإعلام. لا شيء هنا يستحق التعليق بعد تقرير فريدوم هاوس الأخير، الذي حافظ على سلّم البحرين المتدني في مجال الحريّات الإعلاميّة. إلا أنّ الحاجة لضخّ “الأكاذيب” تبدو ماسّة بالنسبةِ ل”الملك” الذي تتلازم علاقته مع “الكذب” منذ فبراير 2002 وحتى اليوم.

 

الميليشات الخليفية تروّع الأهالي. ملصقات “عصيان النمر” تثير الذعر في مسالك آل خليفة. الثّوار حاضرون، رغم ذلك، وسُحب الغضب لا تغيب عن الشّوارع التي تستقبل كلّ يوم غضباً شعبياً من التظاهرات.

يريد حمد، إذن، أن يرحل من هنا. يلتقط أيّ دعوة للخروج من هنا. ينتظر أيّ مرتزق، برتبة صحافي أو مسؤول دبلوماسي أو عسكري غربي، لكي يجلس مرتحاً على كرسيّه المهزوز في الصافرية.

في الجنادرية لن يجد حمد، ولا سلمان، الراحة الدائمة. هزّ السيوف.. وأشعار القبائل الممزوجة بصيحات الرّقص “الهمجمي”؛ لن تكون دواءاً للزهايمر والعَبط الذي يحاول مصّاصا دماء البحرانيين والمواطنين في الشرقيّة؛ إخفاءه بكلّ السّبل. فتاريخ 14 فبراير حاضرٌ، في كلّ مكان، وبالمرصاد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى