العالمتقاريرما وراء الخبر

متابعات: حمد يتراجع عن التزلج مع بوتين.. “ناكث العهد” في روسيا

 

56b87dbac36188fb178b45bb

سوتشي – البحرين اليوم

 

 متابعات

ما وراء الخبر

 

قد لا يكون الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، معتاداً أن يكذب عليه أحد، أو يتراجع عن “وعد” ما. وهو الأمر ربما الذي دفع بوتين لإبداء “الأسف” علناً بعد أن تراجع الحاكم الخليفي حمد عيسى الخليفة “عن نية المشاركة في جولة تزلج في جبال سوتشي”. (اقرأ: هنا)

بوتين قال اليوم الاثنين، 8 فبراير، بأن هناك تخطيطاً مسبقاً مع حمد للتزلج، إلا أن الأخير تراجع عن ذلك.

من الممكن أن تكون هذه الحادثة تعبيراً رمزياً عن زيارة حمد إلى روسيا، كما أنها جديرة بأن تلخّص طبيعة الحاكم الذي يصفه المواطنون ب”ناكث العهد”.

يبحث الرّوس عن مصالحهم في كلّ مكان، وهذا حقّ لهم، من حيث المبدأ. ولكن آل خليفة لا يُديرون علاقاتهم الدولية وفق “إستراتيجية المصالح الطبيعية”، والتي حاول وزير الخارجية الخليفيّ، خالد الخليفة، أن يتدشق بها في مقابلته مع “روسيا اليوم”، وكأنّ النظام الخليفي يملك “الاستقلالية” عن وزارة الخارجية السعوديّة، والتي تدير الملف في البحرين وسياساتها الخارجية، باعتراف خالد الخليفة نفسه حينما “رثى” وزير الخارجية السعودي السابق سعود السابق، قبل أشهر.

الأكاذيب التي ساقها خالد بشأن عدم وجود سجناء رأي في البحرين، تتطابق مع “هوية” الإدعاءات التي حاول الوزير “الأكثر سخريةً لدى البحرانيين”؛ أن يروّجها عن “السياسة الإقليمية والدولية” المستقلة لنظام آل خليفة.

في هذا السياق، فإنّ الزيارة التي يُجريها حمد إلى روسيا هي “جزء” من إدارة آل سعود للنظام الخليفي، وهي محاولة سعودية لتخفيف العبء “الخليفي” عنها، عبر إغراء الروس باستثمارات الطاقة في البحرين، وبما يزيل عن الرياض بعضاً من “واجبات رعاية آل خليقة” في ظلّ الوضع الاقتصادي والنقدي المشكوك فيه في السعودية.

التصريحاتُ التي أعلنها خالد مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في المؤتمر الصحافي؛ تبدو بدورها “إشعاراً آخر” بأن هناك أموراً أخرى تريدها موسكو من آل خليفة. فحديثُ الطرفين عن مواقف مشتركة في مواجهة الإرهاب، و”تسوية نزاعات الشرق الأوسط بالوسائل السلمية”، و”عدم السماح بخطوات تؤدي إلى تفكك الدول”، كلّ ذلك مجرّد “دعايات نمطية يفضل وزراء الخارجية إذاعتها في المؤتمرات الصحافية المشتركة”، كما يعبر معارضون بحرانيون تابعوا زيارة حمد إلى روسيا، مشيرين إلى “أن موسكو تعلم جيداً أنّ السياسة الخارجية لآل خليفة لا يمكن أن تنفك عن السعودية”، وهي تعلم أنّ الأخيرة تملك “مشروعاً تدميراً” سواء في سوريا أو في دول أخرى، وأن الخليفيين لن يُسمح لهم بالتفكير في الالتحاق بآل سعود حينما يتخذوا قراراً جنونياً جديداً بإشعال جبهة أخرى.

كما تراجع حمد عن التزلج، يمكن أن يتراجع عن أي تصريح أو وعْد آخر. والبحرانيون اختبروا – منذ على الأقل العام 2002 – كيف يتلوّن جلد حمد ولسانه، وكيف يتبدل كلامه من النقيض إلى النقيض، ومن غير أن يشعر بالخجل أو بالعار من نفسه. إنها سياسة و”أخلاق” ثابتة في نظامٍ لا يرى المواطنون معه من حلّ إلا الحلّ والإسقاط.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى