سجن جوالمنامة

الشقيقان المعتقلان سيدمحمود وسيدعباس: قيود السجن.. وحرمان من نظرة الوداع

 

الشقيقان المعتقلان، السيد عباس (يمين) والسيد محمود فضل، الدراز/ البحرين
الشقيقان المعتقلان، السيد عباس (يمين) والسيد محمود سيد مهدي، الدراز/ البحرين

 

المنامة – البحرين اليوم

 

توفيت والدة المعتقلين السيد محمود والسيد عباس سيد مهدي، دون أن تُكحّل عينيها برؤيتهما.

مشهدٌ آخر من الانتقام الذي لا يتوقف ضد السجناء السياسيين في البحرين، حيث يحرم النظامُ السجناء من حقّ الإفراج المؤقت للمشاركة في عزاء أهاليهم، الذين يغادرون الدّنيا وهم في توْق لملامسة أيدي أحبتهم والاقتراب من عيونهم الملأى بالمعاناة.

 

تكرار هذه القصص يؤشّر إلى ظاهرةٍ غير مسبوقة في العالم.

السجون الخليفية التي تحتل المرتبة الأولى عربياً، لجهة عدد السجناء، تتجمّع فيها كل أنواع الانتهاكات، وكأن الجلاّدين يصرّون على الاحتفاظ بمكانة هذه السّجون في المراتب العليا من الفظاعة وانسلاخ الإنسانيّة.

 

أرملة السّيد مهدي فضل، من بلدة الدّراز، كانت تُعاني الحرمان من رؤية ابنيها المعتقلين. حرمان امتد إلى 3 أشهر بسبب حصار المرض الذي حال دون أن تقوى على زيارة قرّة عينيْها. الذبول أنهكها، وفراق العينين زادها ألماً واقتراباً من الرّحيل.

 

كانت روحها تتأمّل أن تلامس الابنين المحاصَرين داخل القضبان. محاولاتُ حثيثة سعت فيها العائلة لأجل إطلاق سراحهما لحضور الجنازة والتشييع، وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الأمّ قبل أن تُوارى الثرى. إلا أن الوحوشَ لا يدخلها الفرحُ إلا حين ترى الحسرةَ والكمد وهو ينزلُ على الضحايا، وعوائلهم. رفضت السّلطات منح حقّ الإفراج المؤقت، لأنها تريد أن تزيد المعاناةَ معاناةً، وتملأ كأس الأحزانِ وجعاً وقطرات من الحُرقة.

 

الابنان المعتقلان، السيد محمود والسيد عباس حُرِما من اللّحظات العظمى. كانا في ألمٍ لا ينتهي قبل أشهر وهما يسمعان نبأ المرض الذي ينهشُ في جسد الأمّ الصّابرة. كانت الأيّام تمرّ عليهما وكأنها أثقلُ من القيودِ التي تُكبّل حرّيتهم وعيونهم.

في الأول من مارس، فُجِع الأسيران بالخبر. رحلت الأمّ وفي قلبِها الحسراتُ التي لا يعرفها إلا أهلُ المواجعِ العظام. الفاجعةُ على الأسيريْن تعاظمت بحرمانهما من ملامسة الأمّ في المغتسل، وحمْل نعشها، وملازمتها إلى آخر دارٍ في الدّنيا. تحوّل السّجنُ إلى مأتمٍ، وتسلّح الشقيقان برحمةِ السّماءِ وهما يواجِهان ظلم الأرضِ وبشاعةِ الجلاّدين.

الصبرُ قرين الأبطال. والصمودُ علامتهم وهم يواجهون انتقاماً لا يعرف الحدود.

يُشار إلى أن السيد محمود متهم في القضية المعروفة باسم “جيش الإمام”، حُكِم عليه بالسجن 10 سنوات. أما شقيقه السيد عباس، فينتظر محاكمة يُتوقَّع أن تكون طويلة ومتكرّرة، حيث يواجِه سلسلة من الاتهامات الملفقة، ومنذ اعتقاله قبل أكثر من عامين.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى