اوروبا

علي مشيمع في مقال بـ”الغارديان”: الحكومة في البحرين تقتل والدي “ببطء”.. وسأواصل الإضراب لإنقاذه

مشيمع: الإجراءات ضدي لن تغير قناعتي في عدم إمكان النظام إصلاح نفسه

لندن – البحرين اليوم
قال الناشط علي مشيمع بأن الحكومة في البحرين تعمل على قتل والده، الرمز القيادي المعتقل الأستاذ حسن مشيمع، “ببطء” بسبب منع العلاج والأدوية عنه داخل سجن جو المركزي في البحرين.
وفي مقال نشره مشيمع في صحيفة “الغارديان” البريطانية اليوم الجمعة ٣ أغسطس ٢٠١٨م، أوضح بأنه بدأ هذا الأسبوع إضرابا عن الطعام والاعتصام أمام السفارة الخليفية في لندن، بغرض الحث على التحرُّك من أجل إنقاذ والده “وهو زعيم المعارضة السياسية في البحرين”.
وأوضح مشيمع بأن والده كان في طليعة الذين قادوا الاحتجاجات في البحرين عام ٢٠١١م “وهي حركة جماهيرية دعت بشكل سلمي إلى حقوق الإنسان والإصلاحات الديمقراطية في البحرين”، إلا أن الشرطة قامت بسحق التظاهرات بعنف، ما أدى إلى سقوط شهداء وسجن الآلاف.
وأشار مشيمع إلى خلفيات اعتقال والده في ١٧ مارس ٢٠١١م عندما اقتحمت قوات الأمن منزل العائلة، واعتقلت الأستاذ مشيمع “جنبا إلى جنب غيره من الشخصيات المعارضة”، والتي تُعرف بقضية “البحرين ١٣”. وقد تعرض الأستاذ للتعذيب وصدر ضده حكم أمام محكمة عسكرية بالسجن مدى الحياة “لمجرد المطالبة بالديمقراطية في البحرين”.
وأوضح مشيمع بأنه ليس لديه أي خيار سلمي لإنقاذ والده سوى الإضراب عن الطعام، مشيرا إلى أنه ضمن المتهمين في القضية التي حوكم فيها والده، وصدر ضده حكم غيابي لوجوده في لندن، ليتم بعد عام إسقاط الجنسية عنه.
وأضاف علي مشيمع “طوال هذه الفترة، عاقبت سلطات البحرين والدي بتعريضه لمعاملة مهينة وغير إنسانية في سجن جو”، كما أن التعذيب الذي تعرض له والده تسبب في إصابته بمشاكل صحية حادة، ما تطلب إجراءه أربع عمليات جراحية.
وأكد مشيمع حرمان والده من الرعاية الصحية التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة، ولاسيما وأن عمره بلغ ٧٠ عاما، وهو يعاني من أمراض مزمنة خطيرة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري والنقرس وعدوى المسالك البولية. كما أنه عانى من سرطان الغدد الليمفاوية، ويحتاج إلى أخذ العديد من الحبوب المختلفة يومياً و”بدونها يمكن أن يموت” كما قال علي.
وكشف المقال بأن الحكومة في البحرين، ومنذ العام ٢٠١٦م، منعت الأستاذ مشيمع من مقابلة الطبيب لضمان عدم عودة السرطان، “على الرغم من الحاجة إلى إجراء الفحص كل ستة أشهر”. كما أوضح المقال بأن السلطات عمدت في الآونة الأخيرة إلى إهانة المعتقلين السياسيين بفرض القيود شرطا للحصول على الرعاية الصحية، فكانوا يُجبرون على تجريد ملابسهم، ووضع السلاسل والأغلال.
وأضاف علي في مقاله “الآن نفد دواء والدي، والحكومة ببساطة لا تهتم”، في الوقت الذي يحتاح فيه والده إلى علاج عاجل من مشاكله الصحية العديدة، “وبدون علاج عاجل فسوف يموت أبي”، متهما الحلفاء الغربيين للنظام، وخصوصا في لندن وواشنطن، بالسماح لذلك.
لندن وواشنطن متهمتان
وقال علي بأن الحكومة البريطانية على دراية بقضية والده، إلا أنها فشلت في اتخاذ أي إجراء لتصحيح الوضع، واكتفت بالقول إنها رفعت قضيته “على مستوى رفيع”.
وأضاف المقال “إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة تمكِّنان مباشرة من القمع في البحرين، وتساهمان في الظروف الوحشية التي تقتل والدي”.
وجدد علي مشيمع دعوة القادة في لندن وواشنطن للتدخل السريع من أجل إنقاذ والده “والدفاع عن حقوق الإنسان”، وحثهم على استعمال نفوذهم لضمان توفير العلاج الطبي لوالده فورا و”تأمين إطلاق سراحه”.
وختم علي مقاله بالقول “إلى أن يصبح أبي في أمان، ليس أمامي من خيار سوى أن أتبع التزامه بالاحتجاج السلمي، وأن أواصل إضرابي عن الطعام احتجاجا ضد القمع” مؤكدا في الوقت نفسه بأن الإجراءات التي يتخذها النظام في البحرين ضده “لن تغير وجهات نظري السياسية. إن إرادة المقاتلين المؤيدين للديمقراطية الذين بدأوا الثورة في عام ٢٠١١ ضد الحكم الديكتاتوري لا تزال قوية، ونحن الآن أكثر اقتناعاً بأن هذا النظام لا يستطيع إصلاح نفسه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى