المنامة

عبد الهادي خلف: العائلة الخليفيّة تستفيد من “العطب الذاتي” في فرْض المزيد من القيود

n00264889-b

البحرين اليوم – (خاص)

في مقال تحت عنوان “البحرين بين لبنان 2006 وغزة 2014 “، كتب عالم الاجتماعي البحراني، عبد الهادي خلف، بأنّ مختلف القوى أبدت تضامنها مع المقاومة في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006م، وذلك باستثناء “قلة من المتشددين السلفيين”، مشيراً إلى أن قوّة الأنشطة التضامنيّة في البحرين، جعل المعارضة “تتجرأ على تحدي موقف السلطة المعلَن بإدانة عملية “الوعد الصادق”، فيما عملت السلطة في البحرين على الاكتفاء “بالإجراءات المعتادة التي اتخذتها لحماية محيط السفارة الأميركية التي سمع أفرادها المتظاهرون البحرينيون يرددون شعار”لبيكِ يا مقاومة”.

إلا أنّ صورةً أخرى يرصدها خلف في مقاله المنشور في صحيفة “السّفير” اللّبنانيّة اليوم الخميس، 31 يوليو، وذلك بشأن العدوان الإسرائيلي، حيث منعت السلطات الخليفية “الجمعيات السياسية المعارضة من تنظيم مهرجان خطابي في إحدى المناطق خارج العاصمة. إلا إن السلطة لم تستطع منع الآلاف من المصلين بعد فراغهم من صلاة الجمعة من تنظيم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في غزة”.
يشير خلف إلى أن السلطة الخليفيّة نجحت في إدخال البُعد الطائفي في التضامن، والقيام بعمليّة الفصل، حيث “تجمع المتضامنون الشيعة وفي مقدمهم رجال الدين منهم بالقرب من جوامعهم، وتجمع المتضامنون السنّة وفي مقدمهم رجال الدين منهم بالقرب من جوامعهم”.

يؤكّد خلف أنّ السلطة، و”بعد قمع انتفاضة دوّار اللؤلؤة” في مارس 2011، عملت على تأجيج الانشطار الطائفي، وهو عمل كانت تقوم به “عبر عقود في تشطير المجتمع عمودياً على أساس طائفي ومناطقي، وفي شكل تعاضديات تتنافس فيما بينها على رضا الحاكم وتحاشيا لإغضابه”، ويضيف خلف بأنّ “العائلة الحاكمة (استطاعت) مستفيدة من موارد الدولة الريعية وما توفره من قدرات قمع حديثة من التحكم في المجال العام والإمساك بمفاتيحه وتحديد مساحته والمشاركين فيه”.

يقول خلف بأنّ “العائلة الحاكمة في العام 2006 (لم تشأ) أن تتصادم مع قوى المعارضة”، وذلك بغية إرضائها لدخول البرلمان وإضفاء “الشرعية الشعبية على دستور 2002″، بينما الصّورة اختلفت في العام 2014 بحسب خلف، وذلك “بفضل الدعم المالي والسياسي والعسكري الذي تحظى به (العائلة الخليفية) من العوائل الحاكمة الأخرى في الخليج، وخاصة من السعودية، ولم تعد العائلة الخليفية ترى أنها في حاجة إلى التخفيف من القيود التي تفرضها على أنشطة القوى السياسية والاجتماعية”. يضيف خلف بأن الخليفيين يتجهون إلى إصدار المزيد من القيود، ذاهباً إلى أنّ القوة التي يستند إليها النظام في ذلك هو ما يُطلق عليه خلف ب”العطب الذاتي” والمتمثل في الانقسام الطائفي والمناطقي في البحرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى