حكايات الضحايامقابلات

والدة أكبر علي ل”البحرين اليوم”: مخنوقةٌ لغيابه.. ولكني صابرة.. والنضال مستمر من أجل “نظام شريف”

خبر-12.-بحرین-601x275

المنامة – البحرين اليوم:

قالت والدة المعتقل أكبر علي – من بلدة البلاد القديم، والمحكوم بأكثر من 60 عاماً – بأن “الوضع الصحي لابنها غير مستقر”، وأشارت في مقابلة مع (البحرين اليوم)، بأن ابنها كان يُفترض أن يخضع بصورةٍ عاجلة إلى عملية عاجلة في يوم اعتقاله، إلا أن الاعتقال حال دون ذلك، وأوضحت والدة أكبر علي، الذي يُعد أصغر المحكومين في السجون الخليفية، بأن يُعاني من آلام حادة في أسنانه، وهو بحاجة إلى “رعاية خاصة”، مشيرةً إلى قلقها الدائم على صحته وانشغال فؤادها على وضعه، لاسيما وأنه لازال محروماً من أيّ علاج حتّى الآن.

حين سؤال والدة أكبر علي عن وضعها اليوم وابنها بعيد عنها، قالت بأن ذلك “كالطعنة في صدري”! وأضافت “كيف لي أن أصف لكم شعوري كأم فقدت ابناً هو أكبر أبنائها، وأحنهم عليّ”، وقالت بأن “أكبر ليس فقط ابناً باراً، بل هو فؤادي وقلبي وجوفي وأحشائي. شعوري على فقده يُشبه شعور إعدام كلّ جزء من روحي وكياني، فهو الهواء الذي أتنفسه”. والدة أكبر بدت مخنوقةً وهي تُفصح عن علاقتها بابنها. قالت، من غير توقف: “أنا أم بتّ أعيش بلا روح، وبلا أكسجين، فقط جسد بلا روح. أنا صابرة، لكني بلا هوية. فقْدُ ابني الغالي أكبر أفقدني كل توازني لكي أعيش من جديد. يا ليته يرجع لأحضاني حتى ترجع روحي، ولكي أستطيع أن أكمل هذه الحياة، فبدونه أنا بلا حياة”.

وحول أسباب المضايقات التي لازال يُعاني منها، قالت والدة أكبر علي بأن العنوان الرئيسي لذلك هو “الظلم، والتمييز الطائفي، وعدم إعطاء السجناء حقوقهم كاملة، باعتبارهم سجناء سياسيين”، كما أشارت إلى وجود تصرّفات “مليئة بالحقد من جانب الضباط وأفراد الشرطة في داخل المعتقل”، حيث إن “معظم الشرطة من الجنسيات الباكستانية والبلوش”، وقالت بأنهم “لا يملكون ذرة رحمة في قلوبهم، ولا انتماء”.

كذلك أشارت والدة أكبر إلى أن الاتصالات مع ابنها قليلة جداً، وهي أقل من 10 دقائق، وذلك بسبب كثرة الأسرى. وقالت بأنها أبدت اعتراضها على حرمانها من زيارة ابنها، وتقنين نظام الزيارة، حيث أحياناً يمضي شهران دون الحصول على زيارة.

وفي حين لم تستبعد والدة علي أكبر وضع ابنها في السجن الانفرادي، فإنها أكّدت التضييق الذي يُعانيه على مستوى الزيارات، حيث كان يُفترض أن تكون هناك زيارتان من كلّ شهر، ولمدة ساعة واحدة فقط، إلا أن قوانين الزيارات تم تغييره، وذلك “بسبب سوء إدارة سجن جو”، كما أن عدد “النزلاء في كلّ عنبر يفوق العدد المتاح، والمناسب”، مشيرةً إلى “الإهمال والجهل الذي يعمّ إدارة السجن في هذا المجال”.

وتوجّهت والدة علي أكبر برسالةٍ من خلال (البحرين اليوم) إلى “العالم وكلّ شعب مظلوم”، وقالت بأنها “وُلدت، وابنها وُلِد، في وطنٍ يفتقد الديمقراطية”، ويسود “نظام مستبد”، وأن “الدولة تحرمنا من العيش الكريم، وبكرامةٍ وعزّة نفس”، وتوجّهت بسؤال إلى “كل العقلاء، والأحرار في العالم، ولكل منظمات حقوق الإنسان”، وقالت “هل يُعقل أن يُحكم على ابني، ذي التاسعة عشر عاماً فقط؛ ب 64 سنةً، ظلماً، وذلك لأنه فقط خرجَ إلى الشارع ليُطالب بحريته، وحقوقه، وكرامته، ولنيل استقلاله كمواطن على هذه الأرض الطاهرة، التي يُقدّسها منذ الأزل؟!”، وأكّدت والدة علي أكبر في “كل إنسان مناضل يبحث عن العدالة في وطنه، ويطمح إلى نظام شريف”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى