اوروبا

تغطية: ندوة في لندن تحت عنوان “المغامرة العسكرية السعودية.. تهديد للسلام والديمقراطية

IMG_0122 (1)
لندن – البحرين اليوم
عُقدت في العاصمة البريطانية لندن اليوم الاثنين، 14 مارس، ندوة تناولت ملف “المغامرة العسكرية السعودية”، ومخاطرها على السلم والاستقرار في العالم.
الندوة التي عُقدت في ذكرى دخول القوات السعودية إلى البحرين، افتتحها نجل اللورد الراحل ايفبري، جون، واستهلّ حديثه بالحديث عن علاقة والده بالقضية البحرانية منذ أكثر من ربع قرن. كما تطرق إلى سيرة والده في النضال، ودفاعه عن قضايا حقوق الإنسان في مختلف الدول. وقال بأن والده لم يشعر ب”الكلل أو الملل من مساعدة الناس”، وسخّر طاقته ووقته لمساعدة الآخرين.
وأبدى جون ايفبري استغرابه من احتفالات الحكومة البريطانية بمرور 200 عام على علاقاتها بالنظام الخليفي، في وقت تُصنّف فيه البحرين باعتبارها “دولة قمعية ونظام حكم استبداديا”.
الشعب البحراني والفسطيني: تشابه في النضال والاحتلال
IMG_0078
وفي الندوة؛ تحدث ستيفن بل، عضو منظمة (أوقفوا الحرب)، حيث شبّه النضال في البحرين بالشعب الفلسطيني، مشيرا إلى “تعاقب الانتفاضات البحرانية مع كلّ عقد من الزمن”، كما أشاد بما وصفه ب”النشاط البحراني المحموم واللافت في داخل البحرين وخارجها”.
وتوقف ستيفن عند أوجه الشبه الأخرى بين الشعبين البحراني والفلسطيني، وقال إنهما يتعرضان “لقمع من جيوش غازية ومحتلة”.
الناشط النقابي، ديفيد بينز، تحدث في الندوة عن العلاقات البريطانية الخليفية، واعتبر أن البحرين تحولت إلى “منطقة عسكرية”، حيث تتواجد فيها القوات المتعددة الجنسيات، مثل القاعدة الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية، وآخرها القاعدة البريطانية التي قال إنها “تشكل وجهاً آخر للاستعمار”، وذلك في الوقت الذي تحاول “بريطانيا (أن تعطي) صورة لسياستها، باعتبارها داعما وراعيا للحركات والإنتفاضات الرامية للديمقراطية”، بحسب بينز.
كيم شريف: حزب الله “إرهابي” لأنه نطق كلمة الحق
المحامية والناشطة اليمنية، كم شريف، بدأت الحديث عن القيم البريطانية التي تعلمتها في حياتها في هذا البلد، والتي تتمثل في الحرية والديمقراطية ودعم قضايا حقوق الإنسان، إلا أنها استدركت وقالت إن “الحكومة البريطانية، ومع شديد الأسف، باعت هذه القيم مقابل أموال النفط”.
وأضافت شريف “أصبحت القيم عبارة عن نكتة سخيفة، حيث تتحالف بريطانيا مع أسوأ الأنظمة في العالم، وهي السعودية”، ورأت “أن مثل هذه السكوت عن هذه السياسة من قبل عامة الناس؛ يمثل وصمة عار على الجميع”.
وتساءلت في كلمتها “أليس الخطر العالمي اليوم يتمثل في الإرهاب؟ ألم يكن وراء أحداث 11 سبتمبر مجموعة من السعوديين؟ ألم يتأكد أن السعودية تقف وراء تمويل الجماعات الوهابية التكفيرية، مثل بوكو حرام وجماعات داعش والقاعدة التي تنتمي في فكرها إلى المذهب الوهابي الذي تشكل السعودية حاضنته الرئيسية؟!”.
IMG_4398
وتطرقت شريف إلى “الجرائم الفظيعة” التي تُرتكب بحق المدنيين في اليمن، كما توقفت عند المساعدات التي تقدمها الحكومة البريطانية للسعودية في عدوانها على هذا الشعب المظلوم، بذريعة دعم الحكومة “الشرعية”، وقالت “لا يوجد أدنى شك على أن شرعية حكومة هادي سقطت مع بدء شنّ العدوان”.
وكان لافتاً أن شريف حرصت على تسجيل موقف مدافع عن حزب الله، الذي صنفته السعودية منظمةً إرهابية، وقالت بأن الحزب “قال كلمة الحق، ورفض المجازر التي ترتكبها السعودية بحق اليمنيين”، وهو سبب اعتباره “منظمة إرهابية” في نظر السعودية.
علي عبد الإمام: البحرين في مرحلة الاحتلال
المدون البحراني علي عبد الإمام استرجع عبارة كتبها في الفيسبوك  في العام 2011، حين دخل الجيش السعودي، حيث كتب في ذلك الوقت (إن البحرين دخلت مرحلة الإحتلال، وفقدت سيادتها).
وقال إن هذه الصورة هي “الماثلة أمامنا هذا اليوم”.
وتساءل عبد الإمام في كلمته بالندوة عن أهداف الإحتلال السعودي للبحرين في ذلك الوقت، وأضاف “إن عقلية النظام السعودية مبنية على تكفير الآخر، حيث إنّ كلّ منْ لا يدين بسياستهم ومعتقداتهم يُصنف في دائرة التكفير”.
وقال عبد الإمام إن “قبول النظام الحاكم في البحرين للإحتلال السعودي (يجعله) يعتنق ذات الفكر المدمر والقبلي” لآل سعود.
وسرد عبد الإمام في كلمته بعض المواقف، حيث أشار إلى أن البحرين أكدت في كثير من المناسبات على الأمن والمصير المشترك بينها وبين السعودية، وقبل اندلاع ثورة 14 فبراير.
كما أشار إلى تصرحات الرئيس الأمريكي أوباما، والتي تطرّق فيها إلى “رعاية السعودية للوهابية، وتسخيرها الأموال الطائلة لتنامي هذا الفكر”.
IMG_0059 (1)
وختم عبد الإمام كلمته بالتأكيد على أن الثورة في البحرين “كانت وما زالت شأنا داخليا، كما أن اليمن قضية داخلية، وليس من حق أي قوة أجنبية أن تتدخل فيها، بغض النظر عن سقوف المطالب المطروحة، والأساليب الشعبية في الثورة”، وشدد على أنه كما أن “الإحتلال مرفوض في البلدان الأخرى، فإنه مرفوض في البحرين”.
وشارك في الندوة كذلك المعارض السياسي جلال فيروز، حيث انتقد السياسة البريطانية التي رأى أنها تتعاطى ب”إزودواجية في القضايا، وتصر على دعم النظام الديكتاتوري في البحرين، رغم ثبوت تورط النظام في الإنتهاكات”، وقال فيروز بأن ذلك “يدعو لخيبة الأمل من بلد يُنظر إليه كمثال ونموذج للديمقراطية وضمان الحريات العامة”
وحضر الندوة عدد من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، كما حظيت بتفاعل ملحوظ من الحضور عبر المداخلات والأسئلة التي تركزت على دور السعودية الذي بات يهدد الجميع.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى