اوروبا

“ديفيد هيرست”: السعودية تحصد ما زرعت

من لندن-البحرين اليوم

كتب الصحفي البريطاني الشهير “ديفيد هيرست” مقالة يوم امس الأربعاء (٢ نوفمبر ٢٠١٦) في موقع “مدل ايست آي” بعنوان “السعودية تحصد ما زرعت”. هيرست تطرق فيها الى الإرتدادات العكسية للسياسة الخارجية السعودية في المنطقة, مشيرا الى أن قبضة الرياض على جيرانها “تتراخى”.

واوضح هيرست بأن هناك مؤشرين على ذلك واولهما إطلاق الحوثيين لأول صاروخ بعيد المدى نحو مطار جدة والثاني هو انتخاب الجنرال ميشيل عون المتحالف مع حزب الله رئيسا للبنان.

وأشار الكاتب الى ارتكاب السعودية لثلاثة اخطاء استراتيجية خلال العقود المنصرمة , والها دعمها لنظام صدام حسين في حربه ضد ايران التي استمرت لمدة ثمان سنوات, والتي ادت فيما بعد الى غزو الكويت ومن ثم دفعت السعودية فاتورة تحرير الكويت على يد قوات التحالف الذي قادته امريكا, وأعقب ذلك إسقاط نظام صدام وقيام حكومة في العراق يهيمن عليها الشيعة..

واما في اليمن فقد كان رجل السعودية فيها وطوال عقود هو الرئيس علي عبدالله صالح, الذي شجع الحوثيين على التقدم نحو العاصمة صنعاء بهدف اشعال حرب مع حزب الإصلاح , لكن النتائج كانت مذهلة عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومن بعدها عدن. وبيّن هيرست ان السعودية أدركت خطاها متأخرا ولجأت حينها الى حملة القصف على اليمن والتي فشلت لحد الآن في في السيطرة على عدن او في منع الصواريخ من الإنطلاق نحو جدّة.

واما الخطأ الثالث الذي ارتكبته السعودية بحسب هيرست فهو قرار الملك السعودية السابق عبدالله مواجهة الثورة في مصر, اذ اعتبر هيرست ان السعودية انفقت مع عدد من دول الخليج الأخرى أكثر من ٥٠ مليار دولار على مصر ولازال الوضع فيها غير مستقر , كما وان مصر لم ترسل قواتا للحرب في اليمن واخيرا صوتت لصالح المشروع الروسي حول سوريا في مجلس الأمن.

وأشار هيرست الى ان نتيجة تلك السياسات هي سيطرة عدو السعودية اللدود ايران على أربع عواصم عربية فيما تهجّر ملايين من اهل السنة في المنطقة.

وقارن هيرست بين السياسة الأيرانية والسعودية واوضح بان الأولى تقوم على إقامة تحالفات استراتيجية بعيدة المدى, بعكس نظيرتها السعودية التي تقيم تحالفات مؤقتة.

واعتبر هيرست ان العائلة المالكة في وضع جيد لبدء عملية الإصلاح السياسي في الداخل، وزيادة الشفافية السياسية، وإجراء انتخابات، والتحول إلى نظام ملكي دستوري. مضيفا “ماكان لها ان تخسر ثروتها وتكون في موقف اليوم تطالب فيه السعوديين بشد الأحزمة في الوقت الذي ترخيها على الأمراء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى