في مؤتمر صحفي بلندن: “فورمولا ون” متواطئة مع نظام البحرين في انتهاك حقوق الإنسان

من لندن-البحرين اليوم

اتهم ناشطون حقوقيون دوليون وبحرانيون شركة “فورمولا ون” المنظمة لسباقات السيارات بالتواطؤ مع النظام الحاكم بالبحرين في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في البلاد.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس (6 ابريل 2017) في العاصمة البريطانية لندن وشارك فيه كل من الناشط البحراني سيد احمد الوداعي، المدير في مركز البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD)، والناشطة الحقوقية زينب الخواجة، والناشطة جودي جيسنبرغ من مؤشر الرقابة على حرية التعبير (اندكس اون سنسرشب)، ومدير برنامج المدافعين عن حقوق الإنسان في منظمة “هيومن رايتس فيرست” بريان دولي .

المؤتمر الذي غطته العديد من وسائل الإعلام الدولية وخاصة وكالة “رويترز” ووكالة “آسيوشيتدبرس”؛ طالب فيه المشاركون الشركة المنظمة لسباقات السيارات بإلغاء السباق المقرّر إقامته في البحرين خلال هذا الشهر.

وفي هذا الصدد اتهم الناشط البحراني سيد احمد الوداعي شركة “فورمولا ون” المنظمة للسباق بـ”التواطؤ في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين ما لم تلغ السباق المقبل في البحرين”.
واعتبر الوداعي صمت بريطانيا عما يجري في البحرين أنه “شجّع” النظام الحاكم على تصعيد القمع في البلاد.

وأما الناشطة الحقوقية زينب الخواجة فانتقدت صمت المجتمع الدولي عما يجري في البحرين، ورأت أن الصمت مهم للنظام لحجب حقيقة ما يجري على الأرض. واعتبرت أن “فورمولا ون” تساهم في التغطية على مايحصل.

ورأت الخواجة أن الهدف الأساسي للنظام من تنظيم هذا السباق إضافة لتبييض صفحته هو “تحطيم روحية الشعب عبر إرسال رسالة للناس مفادها إننا نفعل ما يحلو لنا ولا احد في العالم مهتم بمعاناتكم”، وأوضحت “إن الناس تعاني ولا أحد يهتم لمعاناتها، وهذا أمر مؤلم”.

وقالت الخواجة “إن المشاركة في السباق تعني المشاركة في عمليات اعتقال وتعذيب المواطنين التي تجري بالتزامن مع السباق”، واتهمت كلَّ من يشارك بالسباق ب”الوقوف إلى جانب الدكتاتورية وعدم إظهار أي احترام للمطالبين بالديمقراطية”.

وأكّدت الخواجة على ألّا أحد يطالب بمشاركة الناس في تظاهراتهم ولكننا نطالب بـ”احترام المضحّين” وعدم إجراء السباق عاما بعد آخر. كما وانتقدت الخواجة ادعاءات بعض المشاركين بأنهم يذهبون إلى البحرين للتمتع بأشعة الشمس، وقالت في هذا الصدد” هناك آلاف البحرانيين المعتقلين الذين يتطلعون لرؤية ضوء الشمس” مشيرة إلى مكوثها في السجن لمدة ستة أشهر دون أن ترى شعاع الشمس.

ومن جانبها قالت جودي جينسبرغ المديرة في مؤشر الرقابة إن “البحرين لا تلتزم بحقوق الإنسان فهي تعتقل الأفراد لشهور على خلفية ممارستهم لحقهم في حرية الراي والتعبير”، وأشارت في هذا الصدد إلى اعتقال الحقوقي نبيل رجب وإلى المضايقات التي يتعرض لها إبراهيم شريف، وكذلك الحكم بالسجن المؤبد الصادر على الكاديمي عبدالجليل السنكيس.

وأعربت جيسنبرغ عن “خجلها من موقف الحكومة البريطانية مما يحصل بالبحرين” واصفة إياها بالحليف الوثيق للبحرين الذي يسهم صمتها في تشجيع البحرين على ارتكاب المزيد من القمع.

هذا وأثيرت خلال المؤتمر الصحفي الذي اداره الحقوقي الأمريكي بريان دولي تساؤلات حول دور سفير البحرين لدى بريطانيا فواز الخليفة في تعذيب الصحفيين البحرانيين خلال ترؤسه لمجلس الشباب والرياضة في البحرين.

المؤتمر الذي عقد برعاية معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD) والمادة 19 ومؤشر الرقابة طالب المشاركون فيه شركة فورمولا ون بـ”إلغاء سباق هذا العام في ضوء الوضع المقلق في البلاد”.

وقد أرسل الخطاب الذي وجهه أيضا مركز الخليج لحقوق الإنسان، ومعهد البحرين للحقوق والديمقراطية، المادة 19، وأمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، إلى الرئيس التنفيذي للشركة الراعية للسباق.

يذكر أن شركة فورمولا ون أُجبرت على إلغاء السباق في البحرين عام 2011 الذي اندلعت فيه الثورة، لكنها عادت وأقامته في السنوات التالية وتحت رعاية ولي العهد الخليفي سلمان حمد. ويأتي عقد هذا السباق الذي يكلف خزينة الدولة الملايين من الدولارات؛ في ظل أزمة اقتصادية تمر بها البلاد وفي ظل إجراءات تقشفية فرضتها السلطات على المواطنين كأحد تداعيات تلك الأزمة.