الخليج

“كتائب حزب الله” في العراق تدخل في “المعادلة الإقليمية” بعد إتمام صفقة الإفراج عن القطريين مقابل أسرى لدى “النصرة”

 

البحرين اليوم – (خاص، وكالة فرانس برس)

قال معلقون بأن (كتائب حزب الله) في العراق نجحت في “فرض” معادلة جديدة في الصراع الإقليمي الدائر في المنطقة، وذلك بعد إجبار النظام القطري على “الرضوخ” وإتمام صفقة الإفراج عن الرهائن القطريين في بغداد، مقابل تدخّل الدوحة لإطلاق سراح أسرى محتجزين لدى جماعات مسلحة في سوريا، وتأمين خروج المحاصرين في بلدتى كفريا والفوعة الذين تعرضوا الأسبوع الماضي لهجوم انتحاري.

وقد أعلن مستشار وزير الداخلية العراقي، وهاب الطائي، اليوم الجمعة ٢١ أبريل أن الصيادين القطريين المختطفين في العراق منذ ١٦ شهرا؛ أفرج عنهم وسيتم تسليمهم إلى وفد قطري. وقال الطائي لوكالة فرانس برس “تسلمت وزارة الداخلية الصيادين القطريين الـ ٢٦ ونقوم الآن بعمليات التدقيق والتحقق من الوثائق والجوازات وكذلك التصوير وأخذ البصمات لكل صياد وسيتم تسليمهم للسفير القطري”. ولاحقا، نُقل المختطفون إلى “جهة قطرية” بالقرب من مطار بغداد، حيث تم نقلهم إلى الدوحة على متن طائرة قطرية.

يشار إلى عدم وجود سفير لقطر في بغداد.

وأكد مصدر مقرَّب من المفاوضات لفرانس برس “إطلاق سراح صيادين قطريين” بموجب اتفاق. وأضاف أن “الاتفاق يشمل إطلاق سراح مقاتلين لبنانيين لدى جبهة النصرة، وخروج سكان بلدتي الفوعة وكفريا في سوريا”.

واختطفت مجموعة من الصيادين، يعتقد بوجود واحد أو اكثر بينهم من أفراد العائلة الحاكمة في قطر، خلال رحلة صيد منتصف ديسمبر ٢٠١٥ في جنوب العراق. ولم يكشف مصدر وزارة الداخلية عن تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه للإفراج عن المختطفين.

وذكرت مصادر إعلامية وسياسية بأن الاتفاق تم بمساهمة “فاعلة” من مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، الذي زار الدوحة وبغداد مرارا في الفترة الأخيرة. وإبراهيم له خبرة “ناجحة” في مثل هذه المفاوضات، وهو مقرَّب من حزب الله اللبناني.

إلا أن مصدراً نقل لقناة الميادين بأن كتائب حزب الله (العراق) “كانت هي الوسيط بين الجهة المحتجزة وبين المفاوضين القطريين”.

وقالت أوساط سياسية بأن مفاوضات في هذا الشأن كانت تجري خلال العام الماضي، وأشارت إلى أنها وصلت إلى نتائج “متقدمة” في الأيام الماضية، فيما أكدت بأن كتائب حزب الله كان لها “ثقل كبير” في إتمام الصفقة التي كان القطريون “يعملون على توفير الضمانات والشروط المطلوبة لنجاحها، رغم إصرارهم فيما سبق على النأي بالملف السياسي والميداني في سوريا عن مسار الصفقة، وهو ما تراجعت عنه الدوحة بعد ذلك”. وأضافت هذه الأوساط بأن نجاح الكتائب في هذه الصفقة “سوف يُضفي حضورا أوسع لهذه المجموعة العسكرية في المعادلة الإقليمية الممتدة من العراق إلى سوريا”، فيما أفاد معلقون بأن القطريين أثبتوا بحسب معطيات واردة في “دهاليز المفاوضات”؛ بأنهم متورطون “في صُلب الصراع المسلح الجاري في سوريا، وأن لهم نفوذا واسعا على الجماعات المسلحة هناك”، وهو أمر لا يُنكره القطريون الذين يقول مراقبون بأنهم يضخون أموالا باهظة لتمويل “الحرب الدائرة في سوريا، والعمل على إسقاط نظام بشار الأسد”.

وذكرت أوساط إعلامية في حينه بأن الجهة التي نفذت عملية “الاختطاف” نهاية العام ٢٠١٥م، كانت تطالب بإطلاق سراح الشهيد الشيخ نمر النمر – الذي كان محكوماً بالإعدام وقتها – مقابل إخلاء سبيل القطريين، وبينهم عضو في عائلة آل ثاني الحاكمة. وهو ما رفضه آل سعود رغم مساع رسمية من الدوحة وبغداد لإتمام الصفقة على هذا الصعيد، وقبل أن يُقدم السعوديون على تنفيذ جريمة إعدام الشهيد النمر في يناير من العام ٢٠١٦م.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى