المنامة

فعلها “السفية الساقط”: الدراز لا تزال رأسها مرفوعة.. والشيخ قاسم عمامة الوطن

 

البحرين اليوم – (خاص)

إذن فعلها “السفية الساقط”. نفّذ أوامر أسياده الحمقى، وأراد أن يُريهم أن بشاعته يمكن أن تفعل في الدراز ما يفعله آل سعود في العوامية. ولكن حمد عيسى، وكما هو، لن يحصد من غزوته للدراز إلا المزيد من الخزي الذي طالما لطّخ وجهه البذيء. أيّا كان ما سيفعله السفيه بـ”عمامة الوطن”؛ فقد تبيّن الشرّ كله، من الخير كله، وكلّ ما سيخرج من ثغر الوحش الخاسر، لن يكون غير الروائح التي يعرف الجميع نتانتها، وهي روائح ستقضي على صاحبها، في العاجل من الزمان.

الموقفُ كان واضحاً مثل وضوح الساحات المضيئة بالغضب. المواطنون فعلوا الواجب المنتَظر، وتصدوا بأجسادهم العارية – إلا من بياض القلوب والأكفان – للحشود الغازية التي تظن أنها ستفتح الطريق نحو نصرها الموهوم. الكربلائيون كانوا حاضرين، لم يُسلموا الفقيه للدعية، ولن يخلدوا للراحة ما دام السفيه الشرير وجنوده مسلطين على أنفاس القائد الذي أعجزهم وسيعجزهم حتى يُصبح العجز مقبرتهم الأخيرة.

الغزاة لا يبقون على الأرض، وحين تطأ أقدامهم ترابَ الأصلاء؛ فإن تاريخهم يبدأ بالزوال. وكلما أشهروا المزيد من السلاح، وسفكوا الدماء، وزادوا في ارتكاب الجرائم؛ فإنهم يكونون أقرب إلى الهزيمة، والهزيمة هذه المرة لن تكون مجرد تنكيس للرايات، أو سحق يفقأ أعينهم الوقحة، بل سيطال منبع الشرور الذي جاءوا منه، وحيث يُختم على الحكاية السوداء التي خيّمت عقودا على أهل البحرين وأرضها.

المواطنون الذين صبروا أعواماً.. يملكون المزيد من المفاجآت. والأجيال التي أنجبت مصطفى حمدان ومحمد زين الدين.. يملك ذخيرة لا تفنى من الفدائيين. واعتصام الدراز غير المسبوق، لم يكن نزهة أو إضاعة للوقت. كان إعدادا لمثل هذا اليوم الذين يكون فيه المرء أمام اختبار الوجود. والسؤال المصيري اليوم: منْ يبقى، ومن يزول؟ الشعوب الحرة.. أما الطغاة القتلة الذين يتنفسون من أنابيب الغزاة والمتوحشين وصانعي الحروب؟

لا خوف على الدراز وأهلها، كما لا شك في البحرين وشعبها. وليس على الناس إلا أن يزيدوها صبراً قليلا، لينتظروا اليوم الموعود الذي تتدحرج فيه رؤوس الطغاة، وتعلو العمامة النقية.. الملأى بالحياة الخالدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى