تقارير

في رمضان البحرين: دوار اللؤلؤة.. رمز مجلس التعاون الذي سقط.. و”باقون حتى إسقاط النظام”

 

البحرين اليوم – (خاص)

ربّما اختار آل خليفة عن غير قصد أو وعي هذا اليوم الاثنين، ٥ يونيو ٢٠١٧م، لفتح ميدان الشهداء (دوار اللؤلؤة) الذي تحول إلى موقع عسكري محظور المرور قربه منذ مارس ٢٠١١م، ولكنه ظل حاضرا في السلوك والوجدان الشعبي والثوري على مدى هذا السنوات، حيث مثل للبحرانيين رمزاً للثورة، وتاريخاً غير قابل للمحو أو التزييف، بعد أن سطّر فيه البحرانيون ملحمة وطنية تكاد تكون “استثنائية”، في وقت كان يشك فيه الكثيرون بمقدرة المواطنين على الخروج من دائرة السوء والتضليل والإرهاب التي ظنّ الخليفيون أنهم استطاعوا إحكامها حول البحرين وأهلها، وخاصة بعد أغسطس ٢٠١٠م. ولكن، نجحت الثورة، ونفذت “بيانها” التأسيسي بالتمركز الدائم في دوار اللؤلؤة، وتثبيت أهم معادلات التحول الثوري على منصة الدوار، وعلى قاعدة الشعار الذي لم ينجح أحد في تخطيه، أو نزعه: “باقون حتى إسقاط النظام”.

لا شك أن تدمير الخليفيين للدوار ونصب اللؤلؤة كان “مفهوماً”. فهذا المكان يحيل على الاستفتاء التاريخي الذي جسده البحرانيون على مدى شهر لتأكيد رفض نظام آل خليفة شعبياً، كان يُفترض أن يسقط هذا النظام بالفعل خلال شهر الثورة الأول، لولا تدخّل الجيوش السعودية والإماراتية، والأجهزة الأمنية وجيوش المرتزقة من أكثر من دولة. كان الاجتياح الدموي في مارس ٢٠١١م – والذي هبّ من جسر السعودية – (كان) إنقاذا لنظامٍ على وشك السقوط آنذاك، وقد أعاد هذا الاجتياح الحديثَ عن “مجلس التعاون الخليجي” الذي اتفق كلّه على “قمع ثورة البحرين”، إما بالمشاركة العسكرية المباشرة في القمع، أو في التعاون الأمني مع آل خليفة. عانى البحرانيون السوء من كلّ أنظمة مجلس التعاون الخليجي، ودون استثناء، بسبب موقفهم المعارض للنظام، وتمسكهم بالثورة التي فشلت دول المجلس في الإجهاز الدموي عليها.

إنّ يوم إعلان النظام الخليفي فتْح دوار اللؤلؤة – مع الإبقاء على التواجد العسكري حوله – هو ذاته يوم إعلان “سقوط مجلس التعاون” بعد تمزّق المجلس إلى محورين (سعودي، إماراتي، خليفي) و(قطري، كويتي، عُماني) على إثر قرار قطع العلاقات الكاملة مع قطر. لقد أُصيب مجلس التعاون – في الواقع – باللعنة الكبرى حينما وحّد كلمته الدموية ضد شعب البحرين، وتورّط في تدمير الدوار، الذي كان يُفترض أن يكون نصب اللؤلؤة فيه ترميزا وإحالة للمجلس الخليجي. لقد دمّر الخليجيون، بأيد خليفية وسعودية وإماراتية، النصبَ والدوار الذي يحمل اسم “مجلس التعاون” رسميا، وظنوا يومها أنهم يقضون على الثورة، ويُسقطونها في النسيان على طريقة القبائل الجاهلية واجتماعها كلها في ارتكاب الجريمة، بغرض تشتيت الدماء. ولكن خابت ظنون الطغاة، ودارت الدوائر على الديكتاتوريين، وها هو المجلس الذي هدّد الخليفيون والسعوديون بتحويله إلى “اتحاد” لإمعان المجابهة ضد ثورة البحرين؛ (ها هو) يسقط ميتاً، وفي نهايةٍ مليئة بالدمار والتحارب.. هي نهاية مخزية لن يُلام معها أحد حينما يُكثر من الشماتة والسخرية المفتوحة، رغم ما قد يتسببه ذلك من خدش في الصوم وآداب شهر رمضان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى