اوروبا

بيل لاو: في مقابل الصمت المخجل لواشنطن ولندن.. صوت نبيل رجب يذكرنا دوما بالمعنى الحقيقي للديمقراطية

 

لندن – البحرين اليوم

قال الصحافي والخبير في الشؤون الخليجية، بيل لاو، بأن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التزمتا “الصمت المخجل” عن  الناشط الحقوقي البحراني البارز نبيل رجب الذي يقضي عاماً كاملا في السجن بعد اعتقاله الجديد في يونيو من العام الماضي.

وقد انعقدت اليوم جلسة من جلسات المحاكمة ضد رجب، وتم تأجيلها بحسب محامين إلى يوم غد الثلاثاء ١٣ يونيو، حيث الذكرى السنوية لاعتقال رجب.

وكتب لاو في في مقال بموقع ميديل إيست آي اليوم الاثنين، ١٢ يونيو، بأنه في مقابل هذا “الصمت المخجل” من واشنطن ولندن؛ فإن رجب “يذكرنا بشجاعةٍ وطيلة الوقت، بالمعنى الحقيقي للديمقراطية، وذلك من داخل غرفة عزله في السجن”.

ويصادف ١٣ يونيو الذكرى السنوية الأولى لاعتقال رجب، والذي يقضيه في معظمه في العزل الإنفرادي. “وقد أجّلت محاكمته ثماني مرات” سابقا.

وتطرق مقال لاو إلى الوضع الصحي المتدهور لرجب داخل السجن، حيث يُحتجز في المستشفى العسكري حاليا.

ورغم بقائه في الحبس الإنفرادي معظم أشهر الاعتقال الجديد، إلا أن روح رجب “لا تزال تتميز بالتحدي”، بحسب لاو، الذي أشار إلى تمكُّن رجب من نشر مقالين في صحيفة نيويورك تايمز، وذلك في سبتمبر ٢٠١٦م ومايو ٢٠١٧م، وقد وجّهت إليه اتهامات إضافية بسبب ذلك.

وذكر لاو بأن التهم الموجهة ضد رجب تتعلق بمواقفه المناهضة للحرب على اليمن، ودعمه لحقوق الإنسان في بلده “الذي ينتهك (النظام) بشكل روتيني سكانه من الأغلبية الشيعية”، كما أن رجب يكتب “دفاعا عن حرية التعبير، والقضاء المستقل، والمجتمع الديمقراطي، وكل ما نحتاجه من أجل ركائز الديمقراطية”.

وأضاف لاو “مع ذلك، فنحن في المملكة المتحدة لا نزال صامتين بشأن نبيل رجب. وسفارتنا في البحرين تنشر تغريدات حول انتهاكات حقوق الإنسان في بلدان أخرى، ولا تقول شيئا عن التجاوزات الحاصة في البحرين”. كما أشار إلى مبيعات الأسلحة البريطانية إلى النظام في البحرين، واستضافة العائلة المالكة للحاكم الخليفي، في حين أن رجب “ومن داخل زنزانته (..) يذكرنا بمعنى الديمقراطية الحقيقي”.

وتحدث لاو عن عرفته برجب لسنوات عديدة، وعبر عن افتخاره به وأن يدعوه بـ”الصديق”. وقال بأن رجب “أصر دائما على أن طريق التغيير يجب أن يكون طريقا سلميا. وقد كان مؤمنا بمبادئه، ودفع ثمنا هائلا، وكذلك أسرته، لرفضه التخلي عن كفاحه الشجاع والعنيدة من أجل إصلاح حقيقي”.

ونقل عن ابنه آدم، بأن والده “دائما لديه أمل”، كما نقل عنه قوله: “ربما لا أرى التغيير، لكنك وأطفالك ستشهدون التغيير”.

ودان بيل لاو الموقف البريطاني والأمريكي وخاصة بعد الاتهامات الجديدة الموجهة إلى رجب بعد نشره مقالين في الصحافة الأمريكية، وعبر فيهما عن أسفه لدعم واشنطن ولندن للنظام في البحرين رغم مشاركته في الحرب على اليمن، وفي ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وشارك لاو نبيل رجب في مشاعره إزاء ذلك، وقال بأنه يشعر أيضا بالخجل و”العار” بسبب دعم الحكومة البريطانية للقصف على اليمن، وأوضح بأن الملايين التي صُرفت من أجل التدريب وابتعاث الخبراء البريطانيين “لإصلاح شرطة البحرين وتحسين السلطة القضائية؛ لم تحقق شيئا أكثر من توفير غطاء للانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في ظل شيوع ثقافة الإفلات المطلق من العقاب”.

وقال لاو بأنه “ليس من قبيل المصادفة أن هناك اليوم دموية أكثر في البحرين منذ العام ٢٠١١م، وذلك بعد زيارة ترامب إلى السعودية”، حيث أعقب ذلك الهجوم الدموي على بلدة الدراز، والهجوم على منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم، واستشهاد ٥ مواطنين هناك، واعتقال المئات. كما أشار لاو إلى إغلاق صحيفة (الوسط) التي اعتبرها “الصوت الوحيد المستقل في الخليج”.

وذكر لاو بأن رجب أخبره بأنه كان على الدوام يحتفط بحقيبة مجهزة للسجن، وكان بابه الأمامي ينتظر اقتحام القوات قي أي وقت. وقال لاو بأن رجب يذكّره في ذلك بما كان يحصل في الثلاثينات من القرن العشرين في عهد ستالين، وعمليات القمع التي نفذها ضد المعارضين، حيث كانوا ينتظرون وقت اعتقالهم وهم يحملون حقيبة صغيرة.

ودعا لاو حكومة المملكة المتحدة إلى إنهاء ما وصفه بـ”الصمت الانتهازي الصاخب” وأن تصرخ من أجل نبيل رجب، معبرا عن غضبه من سياسة بلاده تجاه البحرين، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة رفع الصوت عاليا ومطالبة الحكومة البريطانية بأن “تتحدث دفاعا عن رجل طيب، الذي هو رمز لجميع أولئك المظلومين في البحرين وفي جميع أنحاء المنطقة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى