اوروبا

سعيد الشهابي: انقلابات السعودية في الداخل والخارج.. لهاثُ “الشقيقة الكبرى” نحو الهيمنة المطلقة

 

لندن – البحرين اليوم

وصف الباحث والمعارض البحراني الدكتور سعيد الشهابي مجيء محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية بأنه “انقلاب أبيض”، وقال بأن هذا الانقلاب “سبقته في الأعوام الثلاثة الأخيرة انقلابات عديدة على ثوابت في المنطقة”.

وأوضح الشهابي في مقال نشرته صحيفة القدس العربي بتاريخ ٢٨ يونيو ٢٠١٧م، أنه أصبح من الصعوبة التنبوء بمستقبل المنطقة بعد تغيير أفقها السياسي نتيجة الانقلابات المشار إليها، مشيرا إلى أن تعيين ابن سلمان وليا للعهد يعدّ أمرا “خارجا عن المألوف في نظام الاستخلاف” في السعودية.

ويؤكد الشهابي بأن مجيء ابن سلمان وصعوده المفاجيء كان بقرار “شخصي” منه، كما أن تعيينه “لم يأت ليسدّ فراغا في منصب ولاية العهد، بل ليُطيح بولي العهد” الذي أقرّه ما يُسمى بمجلس البيعة قبل ٣ أعوام، فضلا عن أن “المخلوع” ابن نايف لم يرتكب ما يُبرر الإطاحة به، وهو ما يدفع الشهابي للاستخلاص بأن ابن نايف أُكره على التنحي، وأن هناك تعمُّدا في إكراهه كما بدا من شريط الفيديو الذي ظهر فيه وهو يُلَبس العباءة على عجل ويُصافح ابن سلمان الذي تعمّد بدوره أداء تمثيل “غير مسبوق وغير محبوك” بتقبيل يد ابن نايف.

إضافة إلى هذه الانقلابات في البروتوكولات داخل الحكم السعودي؛ فإن هناك انقلابات أخرى حفلت بها السياسة السعودية، وذلك على صعيد الحرب على اليمن، والعلاقة مع إسرائيل، والتعامل مع مجلس التعاون الخليجي، بحسب ما يرصد الشهابي الذي يرى بأنه يمكن “استشراف نمط الكم المقبل في الجزيرة العربية” في حال “استيعاب الديناميكية السياسية السعودية الجديدة على هذه الجوانب الثلاثة”.

بشأن الحرب على اليمن، فهي “جاءت بقرار مستعجل، بدون قراءة حقيقية لطبيعة ذلك النزاع العسكري أو أوفقه أو أهدافه أو مدى خطره”، وهو ما يفسّر عدم تحقيق الحرب لأي من أهدافها بعد مرور أكثر من عامين على بدئها، في مقابل الاتهامات الموجهة إلى السعودية وحلفائها بارتكاب جرائم حرب في اليمن.

أما الإنقلاب الآخر الذي قامت به السعودية فهو بخصوص استهداف قطر “بشكل مفاجيء وشامل وشرس”، حيث إن الرياض ليس من عادتها “الدخول في مماحكات حادة من هذا النوع”، برغم التوتر السابق بين السعودية وسلطنة عُمان، وأزمة سحب السفراء من الدوحة في العام ٢٠١٤م. إلا أن الشهابي أوضح بأن السعودية كانت في السابق “تسعى للتوصل إلى حلول بدون فرض سياسة كسر العظم على الطرف الآخر”، وهو ما تغيّر هذه المرة، وكما يتضح من الشروط الـ ١٣ التي قُدّمت للدوحة لرفع الحصار عنها، والتي تعد تدخلا في السيادة القطرية، وتهدف إلى “تركيع الدوحة للرياض”.

ويضيف الشهابي بأنه “بعد الهيمنة المطلقة على القرار (في البحرين)، تسعى السعودية لتوسيع دائرة نفوذها لقطر والكويت والإمارات”، وبما يؤدي إلى التخلي عن السيادة لصالح “الشقيقة الكبرى” على النحو الذي فعله النظام الخليفي.

يخلص الشهابي أن هذه الإنقلابات السعودية وخروجها عن المألوف، داخليا وخارجيا، تنطوي على آثار خطيرة على المنطقة، وبما يفتح الطريق أمام “كامل الهيمنة للسعودية”، لاسيما وأن استهداف قطر “سيؤدي إلى تصدُّع مجلس التعاون الخليجي. وقد يكون ذلك مطلباً ضمن الرؤية السعودية التي طرحها محمد بن سلمان قبل شهور ضمن خطته المعروفة” بشأن الملف الاقتصادي، والذي يتضمن كذلك “مشروعاً يتضمن تصدّي السعودية لقيادة العالم العربي كله وعدم حصر دورها القيادي بمجلس التعاون”، وهو ما يعني أن الأزمة الخليجية القائمة ستُحاط بالتعقيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى