سجن جوالمنامة

هجوم ممنهج على زيارة لأثر تاريخي في جزيرة عسكر.. وناشطون: تنفيس طائفي متواصل

المنامة – البحرين اليوم

استغلت وسائل إعلام حكومية وقوى سلفية موالية في البحرين، زيارة قام بها وفد رسمي من إدارة الأوقاف الجعفرية للمقام الأثري الموجود في جزيرة صغيرة في قرية عسكر بالبلاد؛ وأثارت موجة جديدة من الخطابات المذهبية، وحرّضت السلطات الخليفية لتحويل الجزيرة إلى منطقة عسكرية ومنع الاقتراب منها.

ونشرت صحيفة أخبار الخليج التابعة لرئيس الوزراء الخليفي، خليفة سلمان، مقالا لأحد الكتّاب المرتبطين بالأجهزة الأمنية، ندد بالزيارة المذكورة، وادعى بأنها تمثل “استفزازا” مذهبياً، في حين أصدرت جمعية الأصالة السلفية بياناً أكد هذا السياق التحريضي، ودعا البيان السلطات إلى غلق المقام المنسوب إلى إبراهيم بن مالك الأشتر، وتحويل الجزيرة التي يوجد فيها إلى موقع أمني يُمنع الوصول إليه، كما قاربت الجمعية في بيانها بين الزيارة وتصوير الأثر بكاميرا محمولة بطائرة؛ بحادثة الهروب الجماعي من سجن جو المركزي التي تمت في يناير الماضي، وادعت بأن منفذي العملية استعملوا التقنية نفسها في تنفيذها.

وقال ناشطون بأنه على الرغم من أن المصادر التاريخية تؤكد بأن المقام في جزيرة عسكر لا يعود إلى إبراهيم الأشتر، وأنه مدفون بالعراق، إلا أنهم أشاروا إلى أن التحريض الذي وُجّه إلى زيارة المقام غير المعروف صاحبه؛ ينطوي على “تنسيق ممنهج” وأن ذلك قد يُخفي “مخططا خليفياً مبيتا” لغلق موقع الأثر التاريخي المذكور بالفعل، ومنع الاقتراب منه بذات الحجج التي ساقها المحرضون ضد الزيارة.

كما ذكر معارضون بأن هذا التحريض الجديد يؤكد “مجددا رسوخ العقل المذهبي والتشطيري الذي يخطط به النظام الخليفي والموالون له”، مشيرين إلى الاستهداف المتتالي الذي يتعرض له السكان الأصليون في البحرين، وخاصة لجهة الآثار والمواقع الثقافية والدينية التي تؤكد أصالة المواطنين الشيعة في البلاد، كما حصل مع الاعتداءات الممنهجة التي طالت العشرات من المساجد منذ العام ٢٠١١م، ومن ذلك مقام الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان، ومسجد البربغي الذي هُدم على أيدي القوات السعودية والخليفية في أبريل ٢٠١١م، إضافة إلى الاستحواذ على مسجد الخميس وتحويله إلى هيئة الثقافة وسلب الاعتبار الديني منه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى