آية الله النمرالخليجما وراء الخبر

متابعات: ماذا وراء الهجوم الخليفي والسعودي على الحشد الشعبي في العراق؟

139797

البحرين اليوم – (خاص)

 

متابعات..

ما وراء الخبر

 

 

لماذا يستهدف الخليفيون والسّعوديون قوّات الحشد الشّعبي في العراق؟

بعد وزير الداخلية الخليفيّ، خالد الخليفة، شنّ السفير السعودي في العراق، ثامر السبهان، هجوماً آخر على الحشد الشّعبي، معتبراً إيّاه فاقداً للمقبولية لدى الشعب العراقي.

تصريحٌ لم ينس السبهان أن يمرّر من خلاله “المسحة الطائفيّة” حينما تحدث عن تمنّع “السنة” في العراق عن الانضمام إلى قوات الحشد، التي يُحسَب لها تحرير جزء كبير من أيدي التنظيم الإرهابي، داعش، في العراق.

الهجوم السّعودي أكّد، من جهة، أنّ حديث الوزير الخليفيّ كان “وصفة” سعوديّة تم تمريرها على وزارته التي أكّد الوزيرُ نفسه سابقاً بأنّها تُدار من السعوديّة، وذلك حينما “أبّنَ” وزير الخارجية السعودي السابق، سعود الفيصل، وقال بأن الأخير كان منْ يقود الدبلوماسيّة السعودية والخليفية على حدّ سواء. وهذا “الالتحاق” السعودي ليس “سرّاً” في ظلّ الحقيقة المعروفة بأنّ آل خليفة كانوا – ولا يزالون – ذيلاً تابعاً لآل سعود، وتولّوا في كلّ المراحل دورَ التعبير عن المواقف السعودية تارة، وترجمة هذه المواقف تارة أخرى، وأحياناً كثيرة ب”مزايدة” تفوق السلوك السعوديّ نفسه، وذلك على طريقة  حرص “العبد” على إثبات “الإخلاص” في العبودية الكاملة لسيده السعودي.

توجيه البوصلة إلى الحشد الشّعبي له أكثر من اعتبار، وعدا عن الاستدارة إلى منطقة أخرى من مناطق “النفوذ الإيراني”، والإمعان في “النكاية” و”المناكدة” بطهران، فإنّ استهداف قواتٍ تابعة، تنظيمياً، للأجهزة الأمنية الرسميّة في العراق، وتحظى بمظلة دينية واسعة؛ ينبيء عن “استمرار” آل سعود في تخريب المشهد العراقيّ والإبقاء على “الفوضى الطائفيّة”، التي يحلو فيها اللّعب بالنسبة للسعوديين، تماماً كما فعلوا في البحرين، وسوريا، ويتم تجريبها الآن في “تصفية الحسابات المفتوحة” اليوم مع إيران بعد دخول اتفاقها النووي مع الدول الكبرى حيّز التنفيذ.

السعوديون كانوا على يقين بأنّ افتتاح السفارة السعوديّة، فعلياً، لن يمرّ “على خير” بالنسبة لأوساط سياسية ودينية واسعة في العراق، ممّن يرون في الرياض “داعماً للإرهاب”، وعاملاً من عوامل إثارة “الاحتقان الطائفي” في العراق، وعموم المنطقة. إلا أنّ آل سعود – وبعد تمطيط للوقت – اختاروا في نهايةِ المطاف افتتاح السفارة، وأصرّوا على شخص السفير الذي كان محط استنكار واسع بسبب خلفيته العسكريّة والأمنيّة. ولم ينس السعوديون أن يختاروا التوقيت الأكثر “جدلاً”، حيث جاء مجيء السبهان إلى العراق قبل أيام  قليلة من إعدام الشيخ نمر النمر، كما جاءت تصريحات السبهان ضد الحشد الشعبي بعد قطع علاقات السعودية مع إيران، وفي ظل استفزاز إعلاميّ وسياسيّ “مناويء” للواقع العراقي الجديد الذي عبّر عنه تحرير أجزاء جديدة من الأراضي التي كان يحتلها داعش، وفي الوقت الذي يعمل الأمريكيون على تعميق “التحفظات” على دور الحشد الشعبي في عمليات التحرير، على النحو الذي جعلها تنأى عن المشاركة في تحرير “الرمادي” مباشرة.

لا يستبعد محللون أن تكون الرياض “واعية” للآثار التي ستسببها تصريحات سفيرها في العراق، وهي تبحث عن ذريعة “جاهزة” لغلق السفارة من جديد، وخاصة مع حديث السبهان عن تهديدات تعرّضت لها السفارة، ولاسيما بعد ردود الأفعال الشعبية والرسمية الرافضة لإعدام الشيخ النمر، والدعوات التي ارتفعت بإغلاق السفارة وطرد السبهان. وهو أمرٌ ترجّحه مصادر سياسيّة عراقية ذهبت إلى أنّ “خطة” التدمير السعوديّة وإثارة التوتر في المنطقة لابد “أن تعبر من العراق”، بالنظر إلى “الخبرة السعودية في هذه البلاد، ووجود علاقات وطيدة تجمع الرياض مع فلول البعث الصدّامي، إضافة إلى المقاتلين السعوديين الذين أُنيط بهم الإسهام في توسيع نطاق الإرهاب والطائفية في العراق”.

يفضل مراقبون التوقف عند “التجاوز الدبلوماسي” للسعودية، وخاصة في شأن “المأخذ” الذي ترفعه في وجه إيران، أي “التدخل في شؤون الآخرين”. حيث لم يتوقف النظام السعودي عن توسيع نطاق تدخلاته “السلبية” و”التدميرية” في أكثر من بلد في الخليج وخارجه، وعلى نحو “سافر” و”عسكري” أحياناً كثيرة، كما هو الحال في اليمن وسوريا والبحرين. ويوصّف المراقبون هذه “الإزدواجية” بشعور السعودية “الفائض” بأنّها باتت “الدولة المحور” و”السيد الأكبر” و”الزعيمة الأولى” للمنطقة، والذي يُتيح لها أن تتدخل في كلّ مكان، وأن تصنع “التحالفات” الواحدة تلو الأخرى، ومن غير أن تنتظر إذناً أو مراعاةً للقواعد “الدبلوماسية” و”نظام العلاقات الدولية”، في الوقت الذي لا تكفّ عن إدانة أي تدخل في شؤونها الداخليّة، وعدم “إعارة” أيّ اهتمام أو تأثّر بردود الأفعال الرافضة لها أو المندّدة بسلوكياتها العداونيّة والقمعيّة.

ناشط معارض من الخليج يضع ذلك في إطار ما يصفه ب”الانتفاخ السعوديّ” الناتج عن الضغوط الداخلية والخارجية، وهو انتفاخٌ “هشّ”، وخالٍ من المصداقية “القانونية”، وبالمنطق الدولي نفسه، فضلا عن كونه “انتفاخا” مليئا بالأعباء المتراكمة، وهو ما يقوّي من انفجار هذا “الانتفاخ” في أيّة لحظة، وفي الوقت الذي يظن آل سعود فيه بأنّ “تمدّدهم” باتت “حقيقة كونيّة لا نقاش فيها”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى