سجن جوالمنامة

بعد لقاء مؤسسي “جمعية مبادرات” بوزير العمل الخليفي.. هل بدأت ساعة انطلاق سباقات “أحصنة طروادة”؟

المنامة – البحرين اليوم

التقى وزير العمل في الحكومة الخليفية جميل حمدان بمؤسسي جميعة ما تُسمى ب”مبادرات البحرين الأهلية” التي لا تزال تحت التأسيس ولم تُشهر رسمياً بعد، ولوحظ أن من بين أعضائها أشخاص أفادت تقارير بأنهم يعلمون من أجل “تعبيد” الطريق لسياسات النظام الخليفي الرامية إلى “تذويب” الحاضنات الشعبية والرمزية والسياسية للثورة، عبر “اختراق” المناطق والمجتمعات المحلية من باب “الأعمال الخدمية والخيرية”.

ومن بين أعضاء الجميعة محمد حسن العرادي الذي ظهر اسمه في الآونة الأخيرة مقرونا بالمشاريع الرامية إلى “استسلام” الجمعيات السياسية للأمر الواقع، والعودة إلى “أحضان النظام” من بوابة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في العام ٢٠١٨م. ودفع العرادي مع آخرين في اتجاه “إشاعة اليأس والعبثية” من الحراك الشعبي والمعارض، في الوقت الذي ارتبط هذا المسعى بمحاولات النظام المستميتة لإجهاض الثورة وسدّ منابعها السياسية والدينية، بما في ذلك المنبر الديني لآية الله الشيخ عيسى قاسم والجمعيات المعارضة التي ترفض “الاستسلام” للشروط الخليفية. وهو ما تحقق بالتدريج بالفعل مع إغلاق جمعيات معارضة واستهداف الشيخ قاسم ووضعه أخيرا تحت الإقامة الجبرية.

وقد كشفت (البحرين اليوم) في سلسلة من التقارير نشرتها في مايو من العام ٢٠١٦م، أن هذا التيار يعمل على طريقة “حصان طروادة”، وأوردت أبرز معالم مشروع هذا التيار المرتبط بأجهزة المخابرات الخليفية:

– متابعات: “البحرين مستقبلنا” حصان طروادة الخليفيين

– الجزء الثاني لطروادة الخليفيين: هذه حقيقة علاقة العرادي بالمخابرات

– حصان طروادة الخليفيين (3): مساع لإنشاء جمعية سياسية تهدف لإسقاط الوفاق

وكان لافتاً أن رئيس الجمعية التي يتحرك فيها أحد فصائل هذا التيار؛ هو عثمان الريس، الذي كان نائبا في البرلمان الخليفي، ودخل في منافسة انتخابية مرتين ضد المحامي سامي سيادي، العضو البارز في جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، وهي الجميعة التي ينتمي العرادي إليها أيديولوجيا وتاريخياً.

إلا أن المثير للاستغراب هو مشاركة الكاتب طارق العامر في تأسيس الجميعة، وهو معروف بعلاقته برئيس الحكومة الخليفية خليفة سلمان، كما أن له ارتباط بجمعيات وشخصيات طائفية، وهو ما ظهر بعد نشره لمقال صحافي قبل عامين وتعدّى فيه على الإمام الثاني عشر للشيعة الإمامية، وبعد الاحتجاجات التي وُجّهت ضده بتهمة الإساءة الطائفية؛ سارعت جمعيات وشخصيات طائفية لزيارته في منزله والتضامن معه.

والجدير بالذكر أن المقال المُشار إليه كان موضوعه الرئيسي ينصبّ على الهجوم على جميعة الوفاق (المغلقة حالياً) وتحريض السلطات الخليفية لإغلاقها.

وقد ذكرت مصادر من منطقة عراد بأن العرادي بدأ يوسع من نشاطه “العام” في الفترة الأخيرة، وأنا هناك “دعما ملحوظا” من السلطات يُقدّم له على هذا الصعيد. وأوضحت هذه المصادر بأن هذه الأنشطة تشمل نادي (مركز) عراد الثقافي، ومساع للإفراج عن بعض السجناء من ذوي الأحكام أو التهم “الخفيفة”، إضافة إلى توظيف بعض الشبان في شرطة المجتمع وبعض الوظائف المكتبية.

وغير بعيد عن ذلك ما كشفته (البحرين اليوم) من تحركات (أو مبادرات) برز فيها اسم النائب الشيح مجيد العصفور، وخاصة على صعيد الإفراج عن بعض السجناء السياسيين. (ولاية جهاز الأمن الوطني: الشيخ مجيد العصفور و”حصان طروادة” الجديد)

وقال نشطاء فحصوا بعض إفادات الناشطين الذين تعرضوا في الأشهر الأخيرة للاستدعاء والتعذيب في جهاز الأمن الوطني في المحرق، بأن هناك أشخاصا تابعين للجهاز كانوا يتولون “دورا” مكملا للمعذبين، وذلك بمحاولة دفع النشطاء لتأسيس جمعيات سياسية بديلة عن (الوفاق) و(وعد)، والانخراط في الأنشطة والمبادرات التي يقوم بها نوّاب خليفيون وشخصيات مثل العرادي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى