اوروبا

شبكة (BBC) البريطانية: العوامية مدينة أشباح مدمّرة يصعب التنبؤ بموعد عودة الحياة لها

من لندن-البحرين اليوم

سلّطت شبكة (BBC) البريطانية في أحدث تقرير لها الضوء على الأوضاع داخل مدينة العوامية التي تشن القوات السعودية هجوما عسكريا عليها منذ أكثر من ثلاثة شهور.

وأوضحت الشبكة أن مراسلتها “سالي نبيل” حظيت بفرصة نادرة لدخول بلدة العوامية شرقي السعودية، كاشفة عن أن حجم الدمار في المدينة كان “مروّعا”، واصفة المدينة كمنطقة حرب مثل “الموصل أو حلب”.

الشبكة أشارت إلى أن هذه المدينة الواقعة في منطقة القطيف في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط؛ يسكن فيها حوالي 30 ألف شخص معظمهم من الشيعة، مشيرة إلى “عدم وجود شيء من المنطقة السكنية النابضة بالحياة، سوى المنازل المليئة بالرصاص، والسيارات والمحلات المحترقة”.

وبيّنت الشبكة البريطانية أن أعضاء الأقلية الشيعية في السعودية “يشتكون منذ سنوات من ما يعتبرونه تمييزا وتهميشا على يد النظام الملكي السني”، مضيفة “غير أن احتجاجاتهم كانت دائما تقابلها حملة قمع”.

ونقلت الشبكة عن الناشط لحقوقي علي الدبيسي رئيس المنظمة الاوروبية السعودية لحقوق الانسان التي تتخذ من برلين مقرا لها قوله “إن النظام السعودي لا يقبل المعارضة سواء أكانت من السنة أو من الشيعة”.

وأشارت بي بي سي إلى أن السلطات فرضت حصارا على البلدة منذ شهر مايو الماضي بهدف هدم حي قديم في المدينة هو “المسوّرة”، وتدعي السلطات أنه يضم عددا من المطلوبين للقضاء,،موضحة بأن الحملة العسكرية السعودية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مدنيا بينهم صبي يبلغ من العمر ثلاث سنوات.

وأجرت الشبكة مقابلة مع أحد أبناء المدينة الذي تمكن من الفرار مؤخرا من العوامية، ويسعى للحصول على اللجوء السياسي في ألمانيا حاليا؛ أكّد خلالها على أن القوات السعودية تطلق النار على الجميع من رجال ونساء وكبار في السن وأطفال,،موضحا بأنه كان خائفا جدا ولم يتمكن من مغادرة منزله لعدة أيام.

وقال للشبكة إن “الناس محرومون من حريتهم وكرامتهم، بل ويمكن إعدامهم في محاكمات غير عادلة، لكنهم لن يبقىوا صامتين إلى الأبد، وإذا أطلق أحدهم النار عليك، فعليك أن تطلق عليه النار”.

واستذكر الرجل بداية الاحتجاجات الشيعية في العوامية في مطلع عام 2011، قائلا “كنا متظاهرين سلميين لكن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية لتفريقنا”.

ولفتت الشبكة إلى أن السلطات السعودية اعتقلت ومنذ ذلك الحين مئات الأشخاص، ويواجه اليوم 14 متظاهرا خطر الإعدام في أي لحظة ومن بينهم ابن شقيق الشيخ نمر باقر النمر، وهو رجل دين شيعي بارز وناقد للحكومة؛ أعدمته السلطات في يناير من العام الماضي.

واختتم التقرير بوصف العوامية بأنها مدينة “أشباح يصعب التنبؤ بعودة الحياة إليها مع بقاء أسباب الإضطرابات قائمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى