نشطاء ومدونون يسخرون من النظام الخليفي: “سنوات ونحن نظن أن إيران تحرضنا للثورة.. طلعت قطر!؟”
المنامة – البحرين اليوم
سخر ناشطون ومدونون من الحملة التي يشنها الإعلام الخليفي في البحرين على دولة قطر من “قناة ثورة ١٤ فبراير”، واتهام الدوحة بـ”الوقوف وراء الشرارة الأولى” للثورة التي اندلعت في العام ٢٠١١م.
وقد بث التلفزيون الرسمي اليوم الاثنين ٢٨ أغسطس ٢٠١٧م تقريرا وصفه متابعون بـ”المضحك”، وانتهى التقرير إلى أن الدوحة هي التي تقف وراء ثورة البحرين، وادعى بأن حساب “صاحب الأحبار” الذي كان أول منْ دعا على موقع ملتقى البحرين (بحرين أون لاين) إلى اختيار يوم ١٤ فبراير موعدا لانطلاق الثورة؛ (ادعى التقرير) بأن الحساب أنشيء من الدوحة وينشط من هناك، كما ساق التقرير معطيات مختلفة أراد منها الوصول إلى نتيجة مفادها “أن قطر هي التي فجرت” الثورة وقامت بدعمها. (شاهد التقرير الحكومي: هنا)
الناشط السياسي إبراهيم الخاجة أبدى سخريته من “المضي” الخليفي لاتهام قطر بالوقوف وراء ثورة البحرين، وأشار إلى أن السلطات كانت تقول “منذ سنين” بأن “الحراك” تقف وراءه إيران، إلا أن “قطر طلعت” هي التي توقف وراءها، بحسب ما أوضح ساخرا.
وأكد الخاجة – القيادي في جميعة العمل الوطني الديمقراطي (وعد) – بأن التحريض على دول مجلس التعاون الخليجي ليس بحاجة إلى “قناة الجزيرة والإعلام الإيراني”، بحسب ما ادعى وزير الإعلام الخليفي علي الرميحي، فـ”إعلامكم قايم بالوجب وزيادة” بحسب الخاجة الذي دعا منْ وصغهم بـ”العقلاء” للعمل على “ترميم” البيت الخليجي “بدل التباهي بمعاول الهدم” وفق تعبيره.
في السياق نفسه، عبر مدونون وناشطون عن السخرية من التقرير الذي عرضه التلفزيون الرسمي، وقالوا بأن التقرير “أثبت خلاف مدعى آل خليفة”، حيث توضح المواد التي جمعها التقرير أن “الثورة كانت شاملة، وشارك فيها جميع البحرانيين، وأن المشاهد والموضوعات التي اقتبسها التقرير تؤكد في أغلبها بأن الثورة البحرانية اعتمدت أسلوب العصيان المدني، وأنها جاءت في سياق ثورات الربيع العربي”، كما أوضح مدونون بأن التقرير يُثبت “أن آل خليفة هم جزء من الثورة المضادة التي يقودها آل سعود، والتي استهدفت إفشال الثورات العربية والتآمر عليها من الداخل”.
وقد ذكرت مصادر سياسية بأن النظام السعودي عمد إلى “استعمال” آل خليفة في “إشعال” المواجهة ضد الدوحة إعلاميا وسياسيا، حيث استغل السعوديون “الخلافات التاريخية العميقة” بين نظامي الدوحة والمنامة لدفع الخليفيين من أجل الانخراط في الحملات الدعائية ضد قطر “وتوريطهم أكثر في رمال الأزمة القائمة منذ يونيو الماضي”.
بدوره، استغل النظام الخليفي “المهمة الموكلة إليه من السعوديين، وعمل على تجييرها في صُلب حربه المفتوحة على شعب البحرين وثورته”.
وقد بدأ النظام في بثّ تقارير في هذا الشأن وبينها تسريبه لمكالمة هاتفية جمعت بين أمين عام جمعية الوفاق المعتقل الشيخ علي سلمان ورئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، وهو التسريب الذي أكد عارفون بأنه كان بمثابة “السحر الذي انقلب على الساحر”، حيث لم ينطو الاتصال الهاتفي على ما يُثبت ادعاء الخليفيين بشأن اتهام الشيخ سلمان بـ”العنف”، كما أن الاتصال والمشاركة القطرية في حلحلة الأحداث في بداية العام ٢٠١١م؛ كان معلوماً لدى الجهات الرسمية منذ ذلك الوقت، وجرى كلّ شيء برغبتها.
وقد كشفت المغردة والناشطة المعروفة باسم “بحرين دكتور” بأن المندوب الأمريكي جيفري فيلتمان طلب من الخليفيين الاستعانة بوزير الخارجية القطري آنداك حمد بن جاسم للتوسط مع المعارضة البحرانية، وقبل الخليفيون ذلك. وقد قام الحاكم الخليفي حمد عيسى شخصيا بالاتصال بالشيخ سلمان بعد لقائه حمد بن جاسم في قصره بالصافرية، ليتصل ابن جاسم من القصر نفسه بالشيخ سلمان. وتحدّت “بحرين دكتور” النظام وتلفزيونه بنشر المكالمة الكاملة بين حمد والشيخ سلمان، وكامل الاتصال بين الأخير وابن جاسم.