عوائل شهداء البحرين يحيون ذكراهم داخل البرلمان البريطاني

من لندن-البحرين اليوم

شارك جمع من عوائل شهداء البحرين يتقدّمهم الرئيس السابق لجمعية التمريض في البحرين, الناشط ابراهيم الدمستاني, في ندوة  عقدت يوم الاربعاء الأربعاء(١٤ ديسمبر ٢٠١٦) في مبنى البرلمان البريطاني إحياءا لذكرى عيد الشهداء.

الندوة التي عقدت برعاية النائب البريطاني “بات دورتي” شارك فيها عدد من النواب البريطانيين والناشطين البحرانيين فضلا عن مشاركة ناشطين بريطانيين.

النائب دورتي افتتح الندوة بالترحيب بالمشاركين, وأعلن  دعمه للنضال المشروع للشعب البحراني من أجل العدالة وقال في هذا الصدد” أعلن دعمي لنضالكم من اجل العداله  وانا اتفهم ذلك من خلال تجربتنا  في ايرلندا التي حصلنا فيها على حقوقنا بعد نضال شاق”.

النائب البريطاني جيم شانون وهو رئيس مجموعة حقوق الإنسان أعرب في مداخلته عن قلقه إزاء اوضاع حقوق الإنسان في البحرين , وأشار وبشكل خاص الى محاكمة الحقوقي البحراني نبيل رجب وأوضح قائلا” إن الوضع ليس سهلا في البحرين”. وأكّد على أنهم “سيسلطون الضوء على هذه الإنتهاكات داخل البرلمان وأن صوتهم سيكون مسموعا”.

ودعا المعارض البحراني جلال فيروز في مداخلته الحكومة البريطانية الى ممارسة ضغوط على حكومة البحرين من اجل بدء “حوار ذي مغزى”. وتحدّث فيروز عن يوم الشهيد مشيرا الى سقوط العديد من الشهداء داخل معتقلات آل خليفة جرّاء التعذيب. وأشار الى مماطلة حكومة البحرين في السماح للمقرر الأممي الخاص بالتعذيب في زيارة البحرين.

واعتبر فيروز ان الوضع الراهن لن يساعد في تحقيق الإستقرار في البحرين والمنطقة والعالم, مشيرا الى الحكم بسجن الشيخ علي سلمان ومحاكمة نبيل رجب. وأكّد فيروز على ان الشعب البحراني يريد المشاركة في الحكم والعيش بكرامة وسلام.

الناشط البريطاني شبير رضوي افتتح مداخلته بالإشارة الى تغريدة زعيم حزب العمال البريطاني المعارض والتي انتقد فيها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا مي واتهمها بالتضحية بحقوق الإنسان مقابل عقود التسلح.

وتسائل شبير عن حقيقة اهتمام بريطانيا بحقوق الإنسان في الوقت الذي تولي فيه أهمية كبيرة لعقود التسلح, داعيا الى التفكير في المستقبل لمرحلة مابعد النظام.

الناشط البحراني علي الفائز أكّد في مداخلته على الدور البريطاني السلبي في البحرين طوال العقود الأربعة الماضية ومنذ نيل البلاد استقلالها, وأشار الى انها لم تلعب أي دور ايجابي في الضغط على النظام من اجل تحقيق إصلاحات.

وعقد علي الفايز مقارنة افتراضية بين ما يحصل في البحرين وفرض حصول ذلك في بريطانيا, متسائلا عن ردود الأفعال في بريطانيا, فيما لو تم اعتقال جيرمي كوربن لمجرد تعبيره عن رأيه, مقارنة باعتقال الشيخ علي سلمان الذي حاز على ثقة 64% من الشعب البحراني, وفيما لو حاصرت القوات البريطانية مدينة مانشستر وكما تفعل القوات الخليفية مع الدراز منذ ستة شهور, أو تعتقل ستيفن بيل لإنتقاده للحرب على اليمن  كما فعلت سلطات البحرين مع الحقوق نبيل رجب وفاضل عباس.

واوضح الفايز بان رئيسة الوزراء البريطانية توثّق علاقاتها مع نظام دموي وثّقت انتهاكاته  المنظمات الحقوقية ولجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني.

شارك من البحرين  بمداخلة عبر سكايب, وتحدث فيها بالنيابة عن عوائل الشهداء وأعرب خلالها عن “امله بمستقبل أفضل للبلاد وبغض النظر عن جميع الفوارق الطائفية والحزبية”.

واوضح الدمستاني بان الشعب البحراني يرفض حكم “عائلة واحدة أو فرد واحد او طائفة واحدة” وأضاف “ نحن نريد المشاركة في الحكم والعدالة في توزيع موارد البلاد الإقتصادية”. وبيّن بأن هناك وفي كل مقطع تاريخي أفرادا ضحّوا بانفسهم من اجل استمرار النضال لأجل تحقيق تلك الحقوق.

واما ستيفن بيل من تحالف وقف الحرب فقد ابتدأ كلمته بتوجيه تحية الى الشهداء وخاصة الهانيين ثم انتقد السياسة البريطانية إزاء البحرين التي وصمها بالنفاق وقال في هذا الخصوص “لقد عبّر البريطانيون عن قلقهم إزاء البحرين ومنذ قرنين ولم يتغير الواقع “ مطالبا بما وصفه بالإستيقاظ. وأوضح بيل بان العام 2016 هو واحد من أسوا الأعوام في البحرين مشيرا الى اعتقال رجب والغاء جمعية الوفاق وتشديد الحكم على زعيمها وإسقاط جنسية قاسم. واعتبر الإدعاء بوجود تقدّم في البحرين على صعيد الإصلاح “نفاقا سياسيا”.

الناشط الأيرلندي كورال أكّد في مداخلته بالندوة على اهمية دعم البحرانيين في نضالهم من اجل العدالة , مشيرا الى نضال الأيرلنديين للحصول على حقوقهم من بريطانيا. وأكّد على اهمية التحدّث عما يجري في سجون البحرين مطالبا بحملة عالمية لدعم نضال البحرانيين.

وأما السيد احمد الوداعي من معهد البحرين للحقوق والديمقراطية(BIRD) فانتقد في مداخلته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا مي التي أجرت زيارة الى المنامة , شاركت خلالها في أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي , ألقت خطابا فيها لم تذكر فيه ولو لمرة واحدة كلمة حقوق الإنسان.

واوضح بانها اجتمعت مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز في الوقت الذي أصدرت فيه محاكمه حكما بإعدام 15 ناشطا. وبيّن الوداعي بإن الإدعاءات البريطانية بتحقيق تقدم في البحرين لا أساس لها من الصحّة, واعتبر ان حاكم البحرين حمد الخليفة سائر باتجاه تعزيز الوجود الإستعماري البريطاني في البحرين وفي المنطقة, مشيرا الى القاعدة العسكرية البريطانية في البحرين. وراى أن ذلك هو السبب الذي يقف وراء غياب موضوعة حقوق الإنسان عن القمّة.

كانت المتحدثة الأخيرة في الندوة الناشطة البريطانية روحية رضوي التي ابتدات مداخلتها بالتطرق الى ذكرى ولادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وذكرى شهداء البحرين , وتطرقت في مداخلتها الى الحصانة التي يتمتع بها المسؤولون في البحرين من المحاسبة على إنتهاكاتهم, مشيرة الى استشهاد العشرات والى اعتقال الآلاف وتعذيبهم داخل المعتقلات.

يذكر ان تنظيم هذه الندوة يأتي ضمن حزمة من الفعاليات التي أطلقتها المعارضة البحرانية في لندن, إحياءا لذكرى عيد الشهداء الذي يصادف يوم السبت المقبل (17 ديسمبر 2016).