واشنطن

صحيفة “لوس أنجلز تايمز” تسخر من السعودية : بعد أن دمّرت اليمن… السعودية تتعهد بتقديم مساعدات إنسانية

من واشنطن-البحرين اليوم

سخر تقرير نشرته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” من الإعلان الأخير للملكة العربية السعودية بتقديم مساعدات إنسانية الى اليمن بقيمة 1.5 مليار دولار , واصفة فيه المبادرة السعودية بالمثيرة للمدح والسخرية في آن واحد.

التقرير الذي كتبته الصحافية آن سايمونز، كشفت فيه عن تبرع السعودية بهذا المبلغ إستجابة للنداء الإنساني الصادر عن الأمم المتحدة والذي يقدر إحتياجات اليمن من المساعدات بقرابة الثلاثة مليار دولار ” بعد ثلاث سنوات من الحرب التي دمرت البنية التحتية للبلد، وخربت اقتصاده، وتسببت بالجوع والمرض على نطاق واسع”.

ووصف التقرير هذا النداء الأممي بالأكبر من نوعه في بلد يعاني بحسب وصف الأمم المتحدة من “أسوأ أزمة إنسانية من فعل الإنسان في وقتنا الحاضر”. ولفت التقرير الى تسبب العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ قرابة الثلاث سنوات بسقوط ما لايقل عن عشرة آلاف قتيل وتشريد الملايين ووضع البلاد على حافة المجاعة مع خطر تفشي الأوبئة.

وعلى هذا الصعيد نوّه التقرير إلى أن الأمم المتحدة تقدر حاجة أكثر من 22 مليون شخص للمساعدات الإنسانية، حيث يشارف 8 ملايين منهم على المجاعة، بالإضافة إلى وجود حوالي 1.8 مليون طفل تحت سن الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية الحاد، بالإضافة الى انتشار وباء الكوليرا على نطاق واسع.

التقرير لفت الى أن السعودية تسعى الى جعل مدينة جيزان مركز رئيسيا لتوزيع المساعدات الإنسانية ليتم نقلها الى مدينة مأرب التي تسيطر عليها الجماعات الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية, وبالتالي الإستعاضة بها عن ميناء الحديده الذي تسيكر عليها قوات “الحوثيين”.

لكن الصحيفة شككت في الدوافع الكامنه وراء هذه المبادرة السعودية لافتة الى أن التحالف متهم بقتل المدنيين في القصف العشوائي الذي دمر البنية التحتية لليمن، بما في ذلك الطرقات ومرافق تنقية المياه والمصانع والمدارس والمستشفيات, ومشيرة الى أن بعض المحللين والخبراء في حقوق الإنسان يشككون في الدوافع خلف مبادرة المملكة، حيث سماها البعض “فرقعة إعلامية”، في الوقت الذي رأى فيها آخرون إنها محاولة لصرف النظر عن جرائم التحالف في اليمن.

ومن جانبها أشارت الباحثة في الشأن اليمني لدى “هيومان رايتس ووتش” كرستين بكرلي، الى أن السعودية وحلفاؤها استخدموا نفوذهم المادي في محاولة “للتغطية على انتهاكات خطيرة وحقيقية يقوم بها التحالف في اليمن” مشيرة الى رفع اسم السعودية من قائمة “العار” التي أصدرتها الأمم المتحدة للجرائم ضد الأطفال. وأعربت بكرلي عن قلقها من هذه المبادرة السعودية التي وصفتها بالسخية إذ انها قد “تؤشر الى تغير في الطريقة التي تعمل بها السعودية في اليمن”.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن خطة السعودية الجديدة للمساعدات ستؤدي الى تسييس المساعدات الإنسانية في اليمن وحصرها في المناطق الموالية لها وان السعوديين يشترون الدعم المحلي والدولي عبر معالجة وضع إنساني كارثي أدت السعودية الى ظهوره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى