اوروبا

“أندرو سميث ” في ” الإندبندنت”: محمد بن سلمان غير مرحب به في بريطانيا والإحتجاجات بانتظاره

من لندن-البحرين اليوم

كتب “اندرو سميث” مقالة في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية الثلاثاء (6 فبراير 2017) تحت عنوان ” تيريزا مي تفرش السجادة الحمراء لمحمد بن سلمان لكنه غير مرحب به من الشعب البريطاني “. لفت فيها الى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ” أقنع تيريزا ماي وزملائها بأنه عصري وقوة للحرية لكن الجمهور البريطاني لم ينخدع بسهولة”.

تأتي هذه المقالة إحتجاجا على الزيارة الرسمية المقرّر ان يجريها محمد بن سلمان الى المملكة المتحدة أوائل شهر مارس المقبل. حيث أبلغت شرطة العاصمة البريطانية ناشطي الحملات الإحتجاجية بأن محمد بن سلمان سيصل إلى لندن في 7 مارس / آذار في زيارة تستمر لمدة ثلاثة أيام ويجري خلالها اجتماعات رفيعة مستوى.

واوضح سميث وهو الناطق الرسمي باسم حملة مكافحة التسلح (CAAT) أن بن سلمان لن يجتمع فقط بالشخصيات المدنية والسياسية لكنه سيواجه المتظاهرين أيضا, لافتا الى أن هذه الزيارة تأتي استمرارا لسلسلة من اللقاءات التي يجريها بن سلمان مع زعماء عالميين, إذ سبقها لقاؤه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضح سميث أن بن سلمان سعى للعمل بجد لرسم صورة عنه كمتحرر وعصري لكن التغيير كان “ضئيلا جدا” قائلا ” قد يكون ولي العهد السعودي واجهة علاقات عامه لأحد أكثر الأنظمة الاستبدادية في العالم، لكنه كان المهندس الرئيسي لقصف اليمن المدمر والمتواصل منذ ثلاث سنوات”.

مشيرا الى أن الحرب على اليمن أسفرت عن مقتل الآلاف من الناس، وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم, فيما تسبب تدمير البنية التحتية الحيوية فى تفشي وباء الكوليرا حيث اصيب اكثر من مليون شخص بهذا المرض القاتل.

واستطرد الكاتب مشيرا الى تعذّر وصول المساعدات إلى الملايين من الناس الذين هم في أمس الحاجة إليها، حيث أدى الحصار الذي فرضته السعودية إلى وقف وصول الغذاء والإمدادات الطبية الى اليمن, مما أدى الى ترك أكثر من 20 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية.

وانتقد الناطق باسم حملة مناهضة التسلح موقف الحكومة البريطانية من هذه الحرب حيث لم تسارع الى إدانتها أو الدعوة لوقف إطلاق النار لكنها أقدمت بدلا من ذلك على تسليح ودعم حملة القصف منذ يومها الأول, مشيرا الى أن المملكة المتحدة منحت ومنذ مارس 2015 تراخيص لتصدير أسلحة الى السعودية بأكثر من 4.6 مليار جنيه إسترليني من الطائرات المقاتلة والقنابل. وتشمل هذه الاسلحة مقاتلات تيفون، التي تحلق فوق اليمن حاليا ، وقنابل أكد محققون من هيومن رايتس ووتش ارتباطها بهجمات على البنية التحتية المدنية.

وعبر سميث عن اعتقاده بان مبيعات الأسلحة ستكون على جدول أعمال زيارة بن سلمان حيث تعمل حكومة المملكة المتحدة حاليا مع شركة بي إي سيستمز لبيع المزيد من الطائرات العسكرية.

وفيما يتعلق بالوضع داخل المملكة أشار الكاتب الى ان القمع تزايد في البلاد تحت قيادة محمد بن سلمان مشيرا الى أعدام 141 في العام الماضي والى حملة الإعتقالات التي طالت عشرات الناشطين في مجال حقوق الإنسان
في اطار ما وصفه خبراء الامم المتحدة ب “نمط مثير للقلق من الاعتقالات والاحتجازات التعسفية الواسعة النطاق والمنهجية”.

وحذّر الكاتب من أن زيارة بن سلمان لن تقدم دعما للعلاقات العسكرية بين المملكة المتحدة والدكتاتورية السعودية فحسب، بل “ستقدم أيضا دعاية للنظام”,حيث سيتم بث صور ولي العهد أمام داونينج ستريت في جميع أنحاء العالم, وسوف ينظر إليها باعتبارها تأييدا هاما, كما سترسل رسالة واضحة إلى ناشطي حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية بأن حقوقهم غير مهمة.

وأكد سميث على ان بن سلمان سيواجه احتجاجات ومعارضة من مختلف الطيف السياسي البريطاني, مذكّرا بأن استطلاعا للرأى أجري مؤخرا أظهر ان الغالبية الساحقة من البريطانيين تعارض مبيعات الاسلحة الى السعودية, مشددا على أن هذا الموقف سيترجمه المتظاهرون في الشوارع وسيرسلون بصوت عال وواضح رسالة مفادها أن “هذه الزيارة ليست باسمنا وأن ولي العهد السعودي غير مرحب به”.

ونشر الكاتب في ختام المقالة رابطا لعريضة مقدمة الى الى البرلمان البريطاني , تدعو الى الغاء زيارة محمد بن سلمان الى المملكة المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى