حسين كاظممقالات

“التوصيات” و”الخوالد” و”التحشيش”..ماذا بعد؟

البحرين اليوم – (خاص)

 

حسين كاظم

كاتب من البحرين

 

في مثل هذه الأيام من العام 2011، كان خليفة بن سلمان يتوثب للذهاب للسعودية، وكان الطلب واضحاً: أوقفوا تفكك أسرة آل خليفة والجيش من ربيع البحارنة الذي اجتاحنا.

أكد هذا المعنى صحيفة الشرق الأوسط وصحيفة كويتية، حينما نشرتا خبراً بأن رئيس الوزراء خليفة بن سلمان هو من طلب دخول الجيش، كما أكدتها وكالة الأنباء الرسمية، بأن الطلب جاء بعد سفر خليفة إلى الرياض.

وقيل حينها أن دخول الجيش السعودي “تحت عنوان درع الجزيرة” كان في الوقت الذي كان ولي العهد الخليفي يطرح المبادئ السبعة على المعارضة، وجرى اتصال بينه وبين بعض وجوه المعارضة، وأخبرهم: “دخل درع الجزيرة..ما كو فايدة”.

في هذا التوقيت وبعده، رأينا كثيراً من المقالات-وهي محسوبة على كتّاب قريبة من المعارضة- تتحدث عن جناح “الخوالد”، وصورتهم المقالات تلك بأن هذا الجناح هو المتحكم في القصر، وأن البقية بما فيهم خليفة بن سلمان لا حول لهم ولا قوة.

استحضار هذه المقاطع من 2011 قد تفيد في إعادة تركيب الصورة المعقدة للمشهد السياسي، ولخارطة العائلة الخليفية، خصوصا بعد الاطناب والاسهاب والتطويل في التنظير والشرح و”التحشيش أحياناً” فيما يتعلق بجناح الخوالد.

لا نقصد هنا أنه ليس هناك جناح بهذا الاسم داخل العائلة الخليفية، لكن التنظير من قبل بعض الكتاب آنذاك لهذا الجناح كان مبالغاً فيه، وشوّش الرؤية أكثر مما أوضحها.

أقول؛ لعل استحضار كل ذلك يفيد في إعادة تركيب الصورة، في ظل تنظير جديد على شكل نصيحة تارة وتغريدات تارة أخرى و”توصيات” تارة ثالثة بشأن وجوب حني الرأس والدخول في مصالحة مع الخليفيين، وتقديم كل التنازلات التي تطلبها السلطة الخليفية كـ “متطلب سابق” لأي تسوية.

منظرو “التوصيات” هم أنفسهم منظرو “التحشيش” بشأن جناح الخوالد، ولا أعلم لماذا نست/تناست “النصائح” و”التوصيات” تموضع الخوالد في العائلة الخليفية، ورأينا هذه الأيام كيف أن تقديم “روشتة المصالحة” تنظر لآل خليفة ككتلة واحدة على رأسها حمد بن عيسى، فأين راح الخوالد؟ هل اندثروا وصاروا أثراً بعد عين؟ أم كانوا كذبة “مضبطة” يراد منها غاية سياسية؟

لعل هذا الاستحضار يكشف جانباً من التهافت، وليس الهدف هنا بيان ذلك التهافت وتسجيل نقطة في شأنه، إنما إذا ثبت التهافت المشار إليه، سيلفت نظرنا لمدى خطورة أجزاء صناع الرأي العام الذين يقولون كلاماً وبعد أعوام يقولون كلاماً آخراً وكل كلام يهدم الآخر.

ومن المفيد الاستدراك بأن “الفوضى” هي أحد الآثار الطبيعية المترتبة على إثارة غبرة الواقع الرتيب (أي هي أحد آثار الثورة-أي ثورة)، وبالتالي فإن التعمق في استنكار وجود “تحشيش” ما في فترة من فترات الثورة، ليس أمراً عملياً، لكن لا بد من إنتاج الوعي بشكل دوري ودائم لضخ الصور الواقعية للمشهد كما هو.

 

وهنا نسأل الأسئلة العشرة ؟

1-  أين ذهب الخوالد من خارطة آل خليفة؟

2-  كيف سيقبلون المصالحة؟

3-  المصالحة مع خالد بن أحمد أم مع خليفة بن سلمان؟

4-  لماذا الخوالد  لايستطيعون “قلع” خليفة بن سلمان طالما هم اليد  الطولى؟

5-  لماذا غاب الحديث عن الخوالد فجأة؟

6-  هل تبدلت خارطة العائلة  الخليفية؟

7-  أي جناح -من أجنحة آل خليفة-هو المرضي عنه عند آل سعود؟

8-  ما هو السر في الحديث عن آل خليفة كأجنحة في بداية الثورة، والحديث عنهم ككتلة واحدة الآن؟

9-  هل القوى الثورية (في داخل البلد) تقبل بطرح “توصيات” فوقية، كان أصحابها “يحششون” على موضوع الجناح الكاسر والقوي والقاهر “جناح الخوالد”، في قبالة الأجنحة الأخرى لآل خليفة؟

10-                    “التوصيات” و”الخوالد” و”التحشيش”..ماذا بعد؟

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى