ما وراء الخبر

ولي العهد الخليفي.. عين على “إسرائيل” وأخرى على حلبة الصخير!

رأي البحرين اليوم – خاص

عقد بعض الواهمين الآمال على ولي العهد الخليفي سلمان حمد بفتح ثغرة في جدار الأزمة السياسية في البحرين، منذ أن أسند إليه أبوه حمد منصب رئاسة الوزراء خلفا لعمه المقبور خليفة سلمان الذي وافته المنية يوم 11 من نوفمبر الجاري.

لم يبد اهتماما بحل الأزمة الموالون في الداخل ولا أركان النظام، لكن البعض في الضفة المقابلة سار للترحيب بسلمان وكأنه المنقذ الذي أرسلته السماء بعد ان خطف الموت روح عمه ممهدة الطريق أمام ”الأمير“ الذي يوصف برجل الإصلاح زورا وبهتانا لتحقيق معجزة في البحرين، التي تعيش أزمة سياسية ومعيشية وأخلاقية متفاقمة.

تجربة قرابة ثلاثة أسابيع من حكم سلمان أثبتت بأنه غير معني بحل الأزمة ولا “بالإصلاح” فهذه القضايا ليست على أجندته، وإن وجدت لها مكانا فلابد من ضمان تعزيزها لحكم العائلة الخليفية، وليس لفتح ثغرة في جدار التشبث الخليفي بالسلطة، الذي تخشى العائلة أن أي فتحة فيها قد تؤدي إلى انهياره في مرور الوقت.

صب سلمان طوال الأسابيع الأخيرة جل اهتمامه وجهوده على ملفين أحدهما عائلي والآخر شخصي! تاركا الملفات الحيوية التي تهم الشعب وخاصة الملف الاقتصادي، وملف المعتقلين وضحايا التعذيب وملف الإعدامات وإسقاط الجنسية ومحاسبة المعذبين، وتعزيز سلطة الشعب باعتباره مصدر السلطات وغيرها ترك سلمان كل هذه الملفات وغيرها خلف ظهره وسمّر عينيه على ملفي التطبيع وسباقات الفورمولا 1.

أما الملف الأول أي ملف التطبيع فهو ثمرة لجهود بذلها سلمان ووالده طوال 20 عاما توجها باتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي وقعته العائلة الخليفية في واشنطن منتصف سبتمبر الماضي. فسلمان الصهيوني هو احد أبرز وجوه العائلة بعد أبيه الذي سعى لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، وإلى الحد الذي ألقى به اللوم على العرب في هذا الصراع لأنهم لم يجدوا السبيل الصحيح لفهم الصهاينة!
عقد لقاءات مع مسؤولين من الكيان المحتل بالجهر والعلن إلى أن حانت ساعة الحسم التي أشهر فيها هذه العلاقة. فكانت أول خطورة اتخذها على هذا الصعيد وبعد تسلمه لمقاليد رئاسة الوزراء، هي إرسال أول وفد رسمي في تاريخ البحرين إلى تل أبيب برئاسة وزير خارجيته الزياني الذي عاد إلى البحرين، وفي جعبته اتفاقيات تجارية ودبلوماسية وأمنية تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين العائلة الخليفية والصهاينة

ثم أجرى بعد ذلك اتصالا هاتفيا دعا فيه نتن ياهو لزيارة البحرين، وقبل ذلك زار البلاد رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين. ومن المقرر أن يزور كيان الإحتلال وفد تجاري برئاسة وزير الصناعة الخليفي يضم عددا من رجال الأعمال. بدا سلمان في عجلة من أمره لتسريع وتيرة التطبيع، لأن العائلة الحاكمة تظن بأن تعزيز العلاقات مع الصهاينة سيؤمن بقائها في الحكم لأجل مسمى بعد أن أمنت بريطانيا بقائها على سدة الحكم لأكثرمن قرنين من الزمان. لكن كثرة اللاعبين الدوليين في المنطقة والتغيرات السياسية في العالم، يحتم على هذه العائلة طلب العون من نظام لا يلتزم بالمعايير الدولية.

وبموازاة هذا الملف الذي يخدم العائلة والذي تفرغ له سلمان وسيأخذ من اهتمامه ووقته الكثير في المستقبل، فإن اهتماماته وهواياته الشخصية، لم تغب عن باله، كيف لا وهو الولوع بسباقات الجائزة الكبرى للسيارات الذي تنظمة مجموعة فورمولا 1على حلبة الصخير.
اشترى سلمان بأموال الشعب حصة من شركة مكلارين البريطانية لصناعة السيارات الفائقة من أجل إشباع رغباته الشخصية، ومع تعثر الشركة مؤخرا فقد ضخ فيها سلمان مبلغ 300 مليون جنيه استرليني من قوت هذا الشعب في الوقت الذي تجاوز فيه الدين العام سقف 40 مليار دولار أميركي.

حرص سلمان على انقاذ الشركة وعلى إجراء سباقات الفورمولا 1 بالرغم من جائحة كورونا. إلا ان سلمان وبرغم الجائحة صب جهوده لإقامة سباقين هذا العام ولأول مرة في تاريخ السباقات، اختتم أحدهما يوم أمس الأحد والآخر الأحد المقبل. وبعد انتهاء هذه السباقات سيعود ولي العهد الصهيوني لاستكمال التطبيع، وتعزيز العلاقات مع إسرائيل, والاستعداد لمايسمى باحتفالات الجلوس على العرش في 17 ديسمبر والمتوقع ان يدعو نتن ياهو للمشاركة فيها.

غير أن سلمان وذرا للرماد في عيون الإدارة الأميركية الجديدة، واستكمالا لصفقة الوهم التي يراد تسويقها للشعب البحراني، فلربما يبادر إلى إصدار أمر بإطلاق سراح بعض المعتقلين، وحينها يهلل المطبلون بعهد جديد في البحرين تطوى فيه صفحة الماضي وتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ البلاد ليس قوامها “الإصلاح” وإعادة السلطة للشعب، بل الولاء المطلق للعائلة والتطبيل للتطبيع وتقديم الإعتذار عما حصل في 14 فبراير والتعهد بعدم تكرار الثورة مستقبلا. أما ضحايا التعذيب والشهداء والمعتقلين وعوائلهم ومستقبل أبنائهم فليكن الشعار عفا الله عما سلف لأن ”الخير ياي“!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى