المنامةتقارير

البحرين: روزنامة 14 فبراير تعطل الليل والنهار

dxzbvgfr

المنامة – البحرين اليوم

 

يصلُ البحرانيون النهار بالليل، وبالعكس. المشهدُ هنا تنقطع فيه حسابات الزّمان المعروف، ويُصبح لدى المواطنين تاريخاً واحداً يتوجّهون إليه، وهو الرابع عشر من فبراير.

تظاهرات “جمعة الإرادة” في الأمس، أعطت مؤشراً على أنّ المواطنين ليسوا في وارد الاستسلام، أو التّعب، أو أنهم يتظاهرون لأجل “تعديل أوراق التفاوض مع النظام الخليفي”. الشعارات والهتافات التي امتلأت في الشّوارع ووثقتها أشرطة الفيديو وحفظتها “السماء” بالغازات السامة التي أطلقتها المرتزقة؛ لا تزال ثابتة على ذات الشّعار الذي افتتح به المواطنون دوّار اللؤلؤة قبل نحو 5 سنوات: “الشعب يريد إسقاط النظام”.

الخليفيون أجرموا بلا حدود في قمع التظاهرات. ودمروا الممتلكات الخاصة، وأغلقوا الأنفاس بالغازات السامة. فيما كان الشّوزن أداةً لقتل المتظاهرين. ولكن النتيجة، دوماً، على عكس ما يتوقع آل خليفة.

المواطنون في منطقة سترة؛ أعلنوا الاستعداد للمشاركة في عصيان النمر في ذكرى الثورة، وبعزيمة التمسك بنهج الشهداء. عاصمة الثورة، كما يصفها المواطنون، لا ترضى بغير تظاهراتٍ حاشدة، وبرفْع الشعارات التي تحفظ البوصلةَ والوصيةَ التي أودعها قادة الثورة المعتقلون شعبهم الذي ما بدّل تبديلا. (شاهد: هنا)

وفي نويدرات، مسقط رأس القيادي المعتقل عبد الوهاب حسين، رفع المواطنون شعار الوفاء للسجناء ورموز الثورة، مؤكدين في تظاهرة شقّت طرقات البلدة مساء أمس الجمعة، بأنّ نهاية آل خليفة قريبة، مجددين العزم على إحياء ذكرى الثورة والمشاركة في الإضراب الشامل. (شاهد: هنا)

اليوم السّبت، 6 فبراير، تُعيد بلدة أبوصيبع الإيقاع الثوري الذي امتلأ أمس، والذي قبله.

تحت شعار “حي على الثورة” رفع المتظاهرون شعار “فليسقط الطاغي حمد”، موجهين التحية إلى رموز الثورة المعتقلين، وحرصوا على الوفاء لأمين عام جمعية الوفاق، المعتقل، الشيخ علي سلمان، موجهين رسالةً مفتوحة إلى الحاكم الخليفي بأنه لن يتخلوا عن الشيخ سلمان، مشددين على إسقاط النظام في الوقت نفسه. (شاهد: هنا)

هي معادلة تجمع بين السياسة والثورة. أو، كما يقول معارضون، إشباع السياسة بالثورة، وإنتاج شارعٍ ثوريّ يعرف كيف يُدير السياسة، ويمنع دورانها عليه.

روزنامة البحرانيين العاملة هذه الأيام، إذن، هي 14 فبراير فقط. يكثف المواطنون هذا التاريخ اليوم بإعادة نشر كلّ ما علاقة به، من صورٍ وذكريات فشل الخليفيون في محوها من الذاكرة والوجدان والتاريخ. كلّ ما عدا تاريخ “14 فبراير” من أيام ومن تصريحات ومن قمع وانتهاكات؛ هي تفاصيل لا تؤثر على جهوزية الناس لخوض ما يُطلقون عليه ب”الاستحقاق الميداني” في ذكرى الثورة، وهو استحقاق يفضّل جيل 14 فبراير على أن يكون إضرابا شاملاً يجمعون فيه الموقف السياسيّ بالعطاء الثوري: في السياسة يُعلنون المفاصلة مع آل خليفة، وعدم الاعتراف بهم حكّاماً، وفي الثورة يعبّرون عن ذلك بلغةٍ المقاومة المدنية، التي يُجيد البحرانيون ابتكار وسائلها في كلّ عام من أعوام الثورة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى