مقالات

حمد عيسى لناصر: خذ حتى ترضى

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: كريم العرادي

كاتب من البحرين

 

لا أبالغ إذا قلت بأن قرار حمد عيسى الخليفة الذي صدر اليوم الخميس، ٣ مايو ٢٠١٨م، هو من أكثر القرارات أهمية في تاريخ العبقريات السياسية على الإطلاق. لا يمكن للمرء أن يكتشف أهمية هذا القرار إلا إذا استطاع أن يتخيل – ولو في أحلام اليقظة – العبقرية الرياضية لنجله ناصر. حمد، وبعد أن رأى أن بطولات ابنه المدلل تكاد تكون مقفلة عليه، ولا أحد يملك – أو يجرؤ على – الوصول إليها، فقد ارتأى، مثل أي عبقري وصل إلى درجة الجنون؛ عدم السماح لأعضاء الجمعيات السياسية الدخول في عضوية مجلس إدارة ناد رياضي أو اتحاد رياضي.

طبعا، ناصر حمد الذي يحمل على كتفه نياشين العسكر، وبطولات فتح الهند والسند وما وراء البحار، ويحمل خاصةً امتياز بطولة “الطوفة” التي هدد بإسقاطها على البحرانيين، هذا “المطنزة”؛ يحق له أن يكون عسكريا في “المجلس الأعلى للدفاع”، وسياسيا فذا يجول ويصول في دول العالم لتمثيل البحرين، وخاصة في سياسات التسامح والتعايش المشترك واستعراض البدلات الأنيقة، وخصوصا خصوصا إذا كان الأمر يتعلق باستقبال الإسرائيليين في لوس انجلوس.. وليس هذا فحسب، فإن ناصر الذي عجز منظمو السباقات ومبتكروها عن تنظيم سباق يفشل في الفوز به، وكاد أبطال العالم ينتحرون، أكثر من مرة، وهم يرون هذا “المعجزة” وهو يحطم الأرقام القياسية في البر والبحر والجو، وقريبا في الفضاء الجوي.. ناصر هذا الذي ارتعد منه الحوثيون حينما شاهدوا صوره السيلفي وهو في صحراء قاحلة جالسا تحت مدرعة محصنة وعليه أسلحة الأسكندر الأكبر.. هذا الأمير الجلاد يحق له أن يكون رئيسا لكل الأندية، وفوق كل الاتحادات الرياضية، الموجودة والتي ستوجد لاحقا، لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يكون عادلا، ومستقلا، فلا يخلط بين السياسة والرياضة، ولا يجعل بدلته العسكرية تؤثر على ميزانه العادل وهو يدير المؤسسة العليا للرياضة، وله من حكمة الأزمان ما يؤهله لأن يجعل كل أعضاء الأندية والاتحادات الرياضية أبطالا، وهو يفعل ذلك بتواضع لافت وبالاستعانة بشقيقه، خالد، هذا الأسطورة الجديدة في عالم الرياضة.

على البحرانيين أن يحمدوا الله كثيرا لأنه اخترع لهم الرجل الحديدي، وأصبحوا دون خلق الله يحظون بالنسخة الأصلية لـ”غراند دايزر”، وعليهم أن يتفاخروا بين الأمم أن “عفطياً” مثل ناصر شاءته الأقدار والأفلاك والنجوم والأشجار والمياه والديدان أن يكون جسر الإنقاذ، والحبل السري، ومنْ بيده مفاتيح كل شيء. ومن يشك في ذلك، فعليه أن يتصفح التاريخ ويعود إلى الوراء ليكتشف أن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد في الأمة ويصلح حالها، فمنْ يكون في قرننا هذا غير هذا الصبي الذي حوّل التراب إلى دهب، وجعل كثبان الصحراء تتحول إلى حمم بركانية تطارد الحوثيين، وأفلح في أن يكون الأول، ولا شريك له، في كل الفنون والألعاب، ما ظهر منها وما بطن. كم هو جاحد للنعم هذا الشعب الذي لا يشكر الله على نعمة ناصر ويحمده في الليل والنهار. وستندمون على ذلك!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى