مقابلات

الناشط السياسي في حركة أنصار الله حامد البخيتي: لا فتنة في اليمن بعد مقتل صالح.. والمقاومة تزيد ثورة البحرين قوة وتأثيرا

البحرين اليوم – (خاص)

بستبعد الناشط السياسي في حركة أنصار الله اليمنية، حامد البخيتي، أن يؤدي مقتل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إلى اندلاع فتنة في اليمن. وهو يؤكد في مقابلة مع (البحرين اليوم)؛ بأن النجاح السريع في القضاء على المخطط التآمري الذي كان يتحرّك فيه صالح؛ أثبت أن هناك معطيات مهمة داخل اليمن لا تزال غائبة عن المتلقي العربي والخليجي.

يذهب البخيتي إلى أن السعودية في طور الاحتضار، وأن لا حيلة لها في أي نهوض، كما أن الإمارات ذاهبة في ذات المصير مع تورطها الواسع في العدوان على اليمن، وهو ما يتلاقى مع فقدان مجلس التعاون الخليجي لأي دور أو تأثير، وبحسب ما ظهر في قمته الأخيرة في الكويت.

في شأن البحرين وثورتها؛ يدعو البخيتي إلى أن تنوٍّع الثورة من إستراتيجيتها الكاملة، وألا تقع في رهانات مع المجتمع الدولي، معتبرا أن المقاومة هي المدخل الطبيعي الذي يجب أن تتجه إليه الثورة البحرانية.

 

وفيما يلي نص المقابلة:

 

* هناك لغط حول أحداث اليمن الأخيرة، هل من ضمانات بحسب الوقائع بعدم وجود فتنة داخلية نتيجة مقتل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وآخرين من أنصاره؟

– المتابع لما تنناوله وسائل الإعلام العربية والخارجية حول اليمن، خلال السنوات السّبع الماضية؛ يكتشف أن أغلب المحللين السياسيين يقرؤون المشهد اليمني وتحولاته الاجتماعية والفكرية والسياسية؛ قراءة سياسية مبنية على معطيات من الماضي، ووفق أجندات دولية ليس لها  وجود في أرض الواقع. لذلك فإن ما حدث في اليمن مؤخرا يؤكد للجميع بأن هناك قراءة خاطئة للمشهد اليمني، تتنافى مع الواقع، وهذة القراءة الخاطئة أفقدت وسائل الإعلام العربية والأجنبية تأثيراتها على المواطن اليمني، وأصّلت للمشروع اليمني الشاب والفتي والأصيل، وسرّعت من التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية في أوساط اليمنيين.

وكان العدوان السعودي الإماراتي من أكثر العوامل المساعدة لتقوية المجتمع اليمني في ترابطه وتوحّده ضد العدوان الخارجي، وما شاهده العالم من مجازر في حق الأطفال والنساء طيلة فترة العدوان؛ سيبقى عالقا في الذاكرة اليمنية، ومحافظا على وحده المجتمع وتوجهه المعادي للخارج، وأن أي مخطط أو مشروع خارجي سيفشل، ولعلّ فشل ما قام به زعيم المليشيا على صالح في اليمن بفترة وجيزة جدا؛ أكبر شاهد على ذلك، بالرغم أن هذا المخطط الإماراتي السعودي جرى التخطيط له والتحضير له منذ ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، باحتضان محمد سالم باسندوة وأحمد علي عبدالله صالح، وجرى طرحه بالتلميح في جنيف ١ بعد أحداث عدن على المفاوض اليمني، وتم العمل على تنفيذ هذا المخطط في المحافظات اليمنية المحتلة من قبل الإمارات من خلال بناء مراكز قوى يمنية موالية للعدوان في المحافظات المحتلة، وتقوية نفوذها لصالح هذا المخطط، الذي أُفشل في ٣ أيام، وهذا ما يجعل وجود فتنة داخلية بعد مقتل صالح  مستحيله جدا.

خسائر السعودية والإمارات في اليمن

*  كيف يمكن تقديم صورة واضحة للمتلقي عن الوضع الميداني لليمن؟ وكيف يمكن شرح الخسائر السعودية الإماراتية من حربهم؟

– الصورة الواضحة للوضع الميداني في اليمن لا يمكن تقديمها من خلال مقابلة صحافية، لكن يمكن أن نرشد المتلقي إلى قراءة صورة أولية عن الواقع اليمني من خلال خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتحركات الرئيس صالح الصماد، وانتصارات الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والبحرية للجمهورية اليمنية، ورفد القبائل اليمنية المستمر للجبهات بالرجال والمال، والوقفات المستمرة على امتداد الجمهورية اليمنية والمسيرات والتظاهرات اليمنية، وقوافل الشهداء، وحديث أمهات الشهداء وأقاربهم، وحديث الجرحى والمرابطين في الجبهات، ومن خلال صور الأطفال والضحايا الذين يتساقطون بشكل يومي منذ بدء العدوان على اليمن.

أما على صعيد الخسائر؛ فإن أول خسائر السعودية والإمارات تتمثل في انتهاء هيمنتهما على اليمن، بما يمثله من موقع إستراتيجي هام، وفيما يمتلكه من مخزون بشري كبير مناهض لأجندات السعودية والإمارات التي تُنفَّذ في المنطقة لصالح أمريكا وإسرائيل. وثانيا في القضاء على “داعش” في العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام، بالإضافة إلى تصدُّع الأنظمة المعادية لليمن، وانهيار مجلس التعاون الخليجي، وأيضا الانهيار العسكري في قوات النظام السعودي والإماراتي، وفيما تذكره التقارير من خسائر مادية خلال صفقات الأسلحة وغيرها، وأيضا ما يشاهده المتابع من مقاطع ينشرها الإعلام الحربي اليمني.

* أين تقف عمان والكويت من حرب اليمن؟ وكيف هو -في رأيك-الرأي العام العربي في ما يجري باليمن؟

– الكويت وعمان تلعبان دورا وسيطا ومحايدا، فالكويت استضافت محادثات يمنية، وعمان كان وسيطا وحيدا في كل جولات المحادثات، كما كان لعمان دور إنساني في معالجة بعض الجرحى اليمنين الذين جُرحوا جراء العدوان، كما أن للشعب العماني دورا تضامنيا يحظى بتقدير لدى الشارع اليمني.

الرأي العام العربي للأسف خاضع لتأثيرات وسائل الإعلام، ولا يرتقي إلى مستوى ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار، كما أنه لا يقرأ الصمود والثبات والانتصارات اليمنية ليستفيد منها في تغيير واقعه المرتهن للمشروع الأمريكي الصهيوني الاستعماري، والذي يُنفَّذ من قبل الإمارات والسعودية.

الواقع الخليجي يخضع للإبتزاز الأمريكي

* في هذا الخصوص، ما تقييمك لقمة مجلس التعاون الأخيرة؟ وما هي القرارات الوازنة التي خرجت منها فيها رأيك؟

– الواقع الخليجي خاضع للابتزاز الأمريكي، حيث أصبحت دول الخليج تتنافس على العمالة والتطبيع، وصارت للأسف تتنافس على الرضاء الأمريكي من خلال تقديم مبالغ مالية تنافسية في مزاد أمريكي للعميل الأفضل الذي سيُنفذ لها عملا معينا لضرب الأمة ومجتمعاتها، وبالتالي فليس هناك أي قرارات وازنة يمكن أن تخرج بها هذة الأنظمة العميلة، إلا فيما هو خدمة للأمريكي والإسرائيلي.

* هل بإمكان السعودية عمل إتحاد فيدرالي مع بعض الدول الخليجية، أم ذلك صعب في ظل خسائرها الإقليمية؟

– من خلال ما يقرأه المتابع العربي للتحولات داخل النظام السعودي، الذي يقوده محمد بن سلمان اليوم؛ يُعتقد بأن محمد بن سلمان يسعى لإيجاد نظام يشبه النظام الإماراتي من الجانب الاقتصادي والفكري، لكن الحقيقة من وجهة نظر أي مواطن يمني أن هذا النظام يحتضر. فعدوانه على اليمن سيقضي عليه، وبالتالي فإن إمكانية عمل اتحاد فيدرالي ليست واقعية، وما نشاهده من تعاون سعودي إماراتي في العدوان على اليمن؛ فُرض على كلا النظامين من قبل سيدهم الأمريكي، باعتبارهم أكثر الأنظمة تطبيعا مع الكيان الصهيوني.

ثورة البحرين: المطلوب إستراتيجية شاملة وأصيلة

* في ظل التوحش السعودي الظلامي في المنطقة، ما هو المستقبل الذي ينتظر ثورة البحرين في رأيك؟

– “في موطن البحرين شعب ثائر حر سنسأل عنه في يوم القيامة”. أجيب بهذا المقطع من من قصيدة للشاعر اليمني معاذ الجنيد، قمت بنشرها على اليوتيوب في ٢٠١٢ وشاهدها خلال أسبوع واحد ١٨ ألف متابع.

برأيي أن ما تحتاجه الثورة البحرانية هو استمراريتها، وانتزاع الحرية، والضغط على النظام في البحرين بشكل أكثر، وفق المعطيات والمتغيرات التي تفرضها نتائج العدوان على اليمن والتقارب السعودي الإماراتي وتقلص الدعم للنظام الخليفي.

ونسأل الله لثورة البحرين المزيد من النضج، ونأمل من ثوار البحرين ان تكون الإستراتيجية للثورة البحرانية واسعة وشاملة وأصيلة، وأن تتجاهل ردات فعل المجتمع الدولي المساندة للجلاد ضد الضحية.

* وكيف تقرأ هذه المفردات في الثورة البحرانية: (السلم، المجتمع الدولي، المقاومة)؟

– السلم: ضعف في مقابل ما يعمله الجلاد، حتى أصبح سلاح مضاد للثورة ويخدم النظام. المجتمع الدولي: يرتهن للنظام الأمريكي الصهيوني الذي يعتبر النظام في البحرين أحد أدواته التي يستند عليها النفوذ للنظام السعودي في المنطقة، وبالتالي فإن المراهنه عليه مثل مراهنة الظمآن على السراب. أما المقاومة فهي: مشروع تحرري يزيد من قوة الثورة البحرانية وتأثيرها الإيجابي على المنطقة كلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى