مقالات

شتّام الشيعة يزور شيخ الفتنة: محلول القتل والتكفير

 

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: كريم العرادي

كاتب من البحرين

ليس هناك من يواسي شيخ الفتنة غير ضابط آل خليفة الذي لاحقه قبل عامين نشطاء في حديقة الحيوان بلندن، ففرّ مثل الثور الهائج، ولم يرتح إلا حين أفشى المخبوء وأطلق الشتائم والسباب ضد الشيعة وعقائدهم على حسابه في الانستغرام. يرقد جاسم السعيدي – محبوب التكفيريين وحجّتهم – على السرير الأبيض، وعلى رأسه فقاعات سوداء من تاريخ الشتيمة ضد الشيعة التي اعتاد عليه من منبره المحمي من آل خليفة، ولا يهدأ قلبه الفوّار بالكراهية والحقد على البحرانيين؛ إلا حين يطلّ عليه خليفة أحمد الخليفة، وبلباسه العسكري، مائلا بوجهه ناحية لحيته التي لازال غبار التكفير والتهريج يتطاير منها مثل نيران الجحيم. يقترب خليفة أحمد أكثر من الجسد المسجى فوق السرير، ويرفع قبعته العسكرية تعظيما للسان السعيدي السليط والروائح الكريهة التي تتطاير منه. إنها مودة يحيطها كل تاريخ الفظاعة والازدراء بأهل البحرين.

صورة “العاشقين” تختصر تلك الشراكة العميقة والحب المتبادل بين التكفيريين والجلادين الذين يفتحون صدورهم وأيديهم لبعضهم البعض، ويجددون عهدا انبى عليه نظام القتل والتكفير والسوءات، لا توقفهم عن ذلك لا دعوات المصالحة، ولا بيانات مجلس حقوق الإنسان. فهذا طبع منخور فيهم، وفي كل موال لهم، فلا يرون في القتل إلا راحة للدماغ، ولا يشعرون بالانسجام مع أنفسهم إلا عندما يتمرغون أكثر في أوحال لحى الطائفيين.

السعيدي هو رمز يريد الخليفيون أن يكون علامتهم في محاربة السكان الأصليين، والمسعى هو أن يكون حاضرا، متحدثا أو صامتا، وليس من العابر أن يحرص نائب رئيس الأمن العام أن يزور رمزا طائفيا يُفترض أن يكون ملاحقا من المحاكم العادلة، وأن يعيده في مستشفى الملك حمد” مصحوبا بعلامات التكريم والمحاباة. الرسالة تقول إن جهاز الأمن الذي يخترع المسرحيات والخلايا كل يوم، فيه محلول من البودرة السامة التي يتجرعها التكفيريون في البحرين، وهو جهاز أصله وفرعه قائم على هذا المحلول الذي يتحول إلى هيجان دموي وجنون في التعذيب، مما يلقاه أهل البحرين داخل السجون وخارجها.

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى