مغردون

مغردون: إبراهيم شريف يفتح سجالا تويتريا بعد دعوة “التعقل”

البحرين اليوم – (مغردون)

لم يكن لأي تغريدة أن تمر بسهولة من المعارض البارز إبراهيم شريف، الذي اعتاد، بعد خروجه المتكرر من السجن، وبعد سجنه الأول الطويل، في العام 2011م؛ أن يفتح حسابه في تويتر ليكون منبرا للمعارضة، والخروج على الجو الهادئ الذي سيطر على المعارضين في الداخل، في الأعم الأغلب، بسبب موجات القمع والتهديد التي اشتدت، خاصة بعد يونيو 2016م.

 

اختار شريف في سجله التغريدي أن يعوّض عن تقلّص، أو التقليص الجبري، لأصوات المعارضة، ولاسيما بعد حلّ الجمعيات السياسيّة الأبرز، الوفاق و(وعد)، وكان مساره التدويني حافلاً بالانتقادات الصريحة للسياسات الرسمية، بما في ذلك في الموضوع الحقوقي والسياسي والاقتصادي، ما استدعى تعرضه للاعتقال والاستدعاءات المتكررة، وحظر السفر.

 

في محطات محدودة، غرّد شريف خارج هذا المسار، ومن ذلك دعوته لاحترام خيار المشاركين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مع تأكيده في الوقت نفسه على أن البرلمان الحالي غير صالح لأي عمل سياسي أو ديمقراطي منجز.

هيأت هذه التغريدة انتعاشا جزئيا في أوساط الداعين للمشاركة، وسارع بعض المترشحين لإعادة تغريدها والاحتفاء بها. ولم يسلم شريف من بعض الانتقادات من الجانب الآخر، إلا أنها ظلت محدودة، حيث أسندَ تغريدته تلك بتغريدته الأخرى التي عبر فيها عن رأيه الرافض للبرلمان القائم، بما يعني الانحياز لخيار المقاطعة.

 

اختلف حجم المؤيدين والمعارضين مع تغريدة شريف حول كتابة اسم الحاكم الخليفي حمد عيسى في الشوارع، وهي الظاهرة التي اعتاد عليها المحتجون في مختلف مناطق البلاد، على مدى المواسم والأيام، حتى تحولت إلى تقليد احتجاجي وثوري معتاد، وكان الاختلاف عليها من قبل الجهات “السياسية” محدوداً، أو حبيسا داخل الجدران ومن غير صوت مسموع.

 

دخل شريف على خط هذا الموضوع، وغرّد في 22 سبتمبر 2018م تغريدته التي لازال السجال عليها قائما حتى اليوم. قال شريف: “دعوة للتعقل.. تسقيط رموز الحكم بالكتابة على أرضية الطرقات يستفز السلطات دون أن يقدم لقضية الحرية والديمقراطية أي انجاز. الشعارات يجب أن تخدم أهداف الحراك الديمقراطي السلمي والمصالحة الوطنية بدل أن تقوضهما وتتحول الى أدوات في يد المؤزمين”.

 

القيادي في حركة (حق) عبد الغني خنجر غردا معترضا على ما ذكره شريف، وأشار إلى أن هناك “مناهج متعددة وسقوفا مختلفة بين قوى المعارضة”، داعيا إلى احترام الاختلاف في الأسلوب وفي “مقارعة النظام”، كما شدد الخنجر على ضرورة “عدم التهميش أو الاسصغار أو الاستخفاف” بأساليب الآخرين.

وعبر شريف عن تجاوبه مع رد الخنجر وأكد في استدراك لتغريدته الأم على “احترام” موقف الآخرين لرأيه، قبولا أو رفضا، وأشار إلى أن ما ذكره بشأن معارضة “تسقيط رموز الحكم والدعوة بموت العائلة الحاكمة هو موقف وعد”، والذي ينبني على موقفها في خيار “الإصلاح” والمطالبة بـ”الملكية الدستورية”.

 

اعترض مغردون على إطلاق شريف دعوته تحت عنوان “دعوة للتعقل”، لما في ذلك من اتهام ضمني للآخرين بأنها “طائشون” في وسائلهم الاحتجاجية الأخرى، كما قالت المغردة “حرائر البحرين” التي رأت أن مثل هذه المواقف تسهم في “تقويض” وسائل التعبير، كما تفعل السلطة أيضا.

وفي الوقت الذي عبر البعض عن انتقادات بدت “متطرفة” ضد شريف، فإن آخرين عبروا عن تأييدهم لما ذكره شريف، بغرض “تصحيح” الوضع السياسي “السلمي”، كما قال الإعلامي حسين يوسف، إلا أن نقاشات موضوعية فتحتها تغريدة شريف أسهمت في إعادة الحوار حول مبررات الدعوة إلى إسقاط النظام، في مقابل انسداد أفق المعارضة السياسية التي تنادي بـ”الإصلاح”.

من جانبه، اختار شريف أن يتدارك هذه النقاشات بالاستمرار في مساره الطبيعي في التغريد ضد الوضع السياسي العام، مثل تغريدته الأخيرة، يوم الاثنين 24 سبتمبر 2018م، التي بدت تحذيرا من الانجرار وراء “المغريات” أو “الرشاوى” التي يمكن أن ترميها السلطات أمام الناس للمشاركة في الانتخابات المقبلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى