إيمان الحبيشيمقالات

محنة البطالة .. تتجاوز التمييز! 

 

 

654564
إيمان الحبيشي – ناشطة – البحرين

صدقاً.. لم يكن خبراً صادماً؛ أن تستقبل مدارسنا التي يتعلم فيها أبناؤنا، قرابة 300 مدرس عربي من خارج حدود البحرين، لإستلام وظائفهم التي فُصِل منها ويُحرم عنها آلاف البحارنة العاطلين عن العمل، وإنْ كانوا يحملون المؤهلات الإكاديمية، بل والثقافية والشخصية اللازمة للعب دور معلِّم الشعب!

منذ أعوام ونحن نُكافح من أجل إيقاف مهزلة الدور الذي لا زالت تمارسه حكومة البحرين، بأن تكون (عذاري) ساقِية البعيد المحرَّمة على الأقربين.

الفرق أنها في تلك الأعوام، كانت تتوارى خجلا – اي حكومة البحرين – كلما رفعنا الصوت عالياً، بأننا (صدناكم) وعلِمنا بأنكم استقدمتم 100 أو 200 معلم عربي، بينما تتفنّنون بأسباب رفض الجامعيين المُنتظرين للتوظيف بسلك التعليم بل حتى في الوزارات الأخرى. الفرق أن الحكومة اليوم باتت أكثر تعجرفا ووقاحة، حتى صارت تتجاهر باستيراد الكفاءات الأجنبيّة، في مقابل تهميش كفاءات الوطن، بل والتآمر عليهم، ليكونوا لقمة سائغَّة، حتى تفترسهم البطالة ويقتلهم الفقر، ويسبي أحلامهم التمييزُ، فتتلاقى جهود وزارة الداخلية المتمثِّلة في استهداف المواطنين، واستيراد مستوطنين، مع جهود وزارة التربية في تهميش المواطنين واستيراد معلمين لا يعرفون عن تاريخ وثقافة هذه الأرض شيئا وإنْ قرأوها، لتُنتج مجتمعا سهل الانقِّياد، معدوم الحركة، جاهلا بتاريخه ولغته وأرضه ..

فتكون كل البحرين تحت قبضة نار وحديد نعرفه ويعرفونه. لن أُخاطب الحكومة فهي واضحة بما تريد وأرادت، لكني أخاطب الشعب .. أهذا حقا ما تريدونه؟!

مدارس ذات بيئات غريبة على أبنائنا، لا تُمثل دينهم ولا هويتهم ولا ثقافتهم، لا منهجا ولا أسلوبا، يتعلمون من خلالها أن العلم ليس سوى فرضا وديكورا. فرضا واجبا نفرضه عليهم، وديكورا تتجمل به سلطة هذا البلد!

أما آن لنا، لا ككفاءات مهمَّشة فحسب بل كرعاة مسؤولين عن رعيتهم، أن نستفيق من أجل الناس، وهم جيل اليوم والغد؟!

بكل ألمّ أقول، نحن لا نمتلك الكثير لإجبار الحكومة على التوقف، لكننا نمتلك الكثير لنعمل في الإتجاه المُضاد تماما. فقط؛ لنرفض أن يكون أبناؤنا ضحايا المستقبل القادم لوطن لا مستقبل له، وألا يكون أبناؤنا مجرد عبيد لمنْ يظن نفسه سيِّدا مُطلقا، وعلى مرِّ الزمان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى