رمضانيات الثورة

في رمضان البحرين: عام مضى على وجوه الفدائيين وتيجان الوطن في ساحة الفداء

DCUSaO5VoAI64VE

المنامة – البحرين اليوم

في ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب، قبل عام مضى، كانت كوكبةٌ من الشهداء وتيجانُ الوطن الأسرى؛ هنا.. في المكان الذي اصطبغ بالدّماء بعد نحو عامٍ من ملحمة الفداء التي تألقت في محيط منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم في بلدة الدراز.

لعل العديد من قصص اعتصام ساحة الفداء؛ ستكون طيّ الكتمان عن العموم، وسيظل مؤجَّلا البوح بها، وإلى أن يحين الوقت المناسب لكي يسمع الجميعُ تفاصيلَ القصص التي ختمتها دماءُ التضحية في ٢٣ مايو ٢٠١٧م، عندما ارتقى ٥ من الفدائيين إلى الملكوت، وحيث كانوا يدعون الله أن يكونوا.

DCaRYLTXgAA2YIG

الشهيد محمد كاظم زين الدين، وقبل عام مضى، كان هنا لا يتزحزح ولا يتراجع. يرفع كفّه متضرّعاً، والسّبحة تصلّي في يديه صلاةً لم يفهم كثيرون أذكارَها، إلا حين أُعلِن عن هذا الاسم في لوحة الفدائيين الشرفاء. في تلك الليلة؛ سمعَ الجالسون بجانب الشهيد محمد زين الدين تمتاته وهو يردّد دعاء العهد في ليالي القدر من شهر رمضان الماضي: “اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرّداً قناتي، ملبياً دعوة الداعي”، ولكنّ الملائكة التي تتنزّل في هذه الليالي كانت تُملي على جوانب الشهيدِ، بإذن ربّهم، أكثرَ من سلامٍ واطمئنان ويقين بالفرج الذي سيلوح في فجرٍ آت، وهو فجرٌ لابد وأنْ يتلوّن بالأحمر القاني.. مع بياضٍ من أكفان.

DCZQ2WxXYAQGr2w

أما القافلة الآتية من كرباباد، والتي أناخت بفرحٍ في ساحة الدفاع عن الشيخ؛ فهي نسْلٌ وتناسُل، ورايةٌ يتبادلها الشقيقان اللذان ما فارق أحدهما الآخر، لا في تفاصيل الحياة، ولا في قرار الشهادة وسيرتها. يتقدّم الشهيد محمد حميدان مقعدَ الجلوس وهو يسمع إلى مراثي نعي شهادة أمير المؤمنين. يجلس خلفه الشهيد مصطفى، وكأنه يحرُسه، أو ينتظر قبله الفوزَ بالشهادةِ التي تهلهل له وجهُ أبو الحسنين في مثل هذه الليلة. وهكذا حصلَ، وبهذا الوسام العظيم فازَ الشقيقُ الأصغر، ليكون الشهيدُ الفدائيّ الأوّل، كما كان الإمام علي: أوّل فدائيّ في الإسلام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى